"نتأثر بما نقرأه و نحاول تطبيقه في الواقع"، هكذا كان التعبير التهكمي من أحمد علي أحد شخصيات الرواية، و الذي هو أيضا كاتب فيها، كاتب قلق و متعطش، و خائف، تبع الكتابة حتى آخر نقاط المعقول، ليجعل شخصيات و أحداث كتاباته تختلط بواقعه، و ذلك التلاقح له ما له، و عليه ما عليه.
بهذا تبدأ مغامرتنا نحن القراء في خيال و واقع أحمد علي، من البداية نقرأ على لسانه، فنتعرف عليه بشكل قريب و نصبح معه هناك بجانب من معه:
محفوظ الذي يكون ثمن حفظه للأسرار غاليا
غدير التي من اسمها يشتق فعل قاس لا نحبه نحن و علي
ياسر الغنام الذي اغتنم كل ما يمكنه اغتنامه، فهل سيكون لهذا أثر عليه و على الجميع ثم على الرواية؟
سنسمع من كل هؤلاء جانبهم من الرواية، و كل منهم سيخبرنا جزءه و لسان حاله يقول، هذا "كل ما أعرف".
و يبقى دورنا بعد النهاية التي سنبلغها بسرعة من شدة الحماس و الانسياق مع الاحداث المتشابكة،نبقى لنقرر، أعرفنا كل شيء، أم هذا كل ما نعرف !
كانت النهايات دائما ما تقلق حال أحمد علي في كتاباته، كان يحتاج لنهاية مثالية بالشكل الكافي لتبقى في الخيال، و مجنونة بالشكل الكافي لتكون مغبرة بتراب الواقع، فالنهايات تحتاج كاتبا على قدر من الجنون.