“انت سبب جميع اضطراباتك، أنت عدو نفسك، بل أنت أسوأ عدو لنفسك” -ديستوفسكي

“إن الشخص الوحيد الذي يقف في طريقك هو أنت” -فيلم البجعة السوداء.

أنثى موازية للكاتب علي قطب Aly Kotb هي أحدث ما قرأت، ولا أخفيكم سرا لقد بكيت أثناء القراءة عدة مرات، ولم أبك شفقة على بطلة الرواية"عبير"، بل حزنا على حالنا نحن.

كنت أثناء القراءة أرى بعيني حال مجتمع بائس حزين نعيش فيه يوظف النساء طبقا لأهوائه مما يدفعهن دائما لخوض الحروب النفسية والمجتمعية لإثبات أحقيتهم بالعيش في هذا المجتمع البائس.

منذ نعومة أظافر الفتيات نقنعهن أنهن إيناث ناقصة بلا زواج

وأن رحلة البحث عن زوج هي رحلة مقدسة يجب أن تبدأ مبكرا قبل أن تحصل على اللقب الأسوأ على الإطلاق وهو"عانس" طالما اختار المجتمع إطلاق الألفاظ على النساء دون الرجال ولا أعلم لماذا؟

"عانس"، "مطلقة"، "خرابة بيوت"، "مومس" ولا يطلق أيا منهم على الرجال مما يجعل ضغط المجتمع مبالغا فيه على المرأة فيدفعها دفعا لاختيارات لا ترضاها فقط لإرضائه هو.

تحكي الرواية عن عبير التي حولها المجتمع لشخصية مشوهة فأصبح عدوها الأساسي هو نفسها واصبحت تصارع نفسها لتثبت أنها جديرة بالعيش في هذا المجتمع.

تمر عبير بتغيرات كثيرة أثناء رحلتها للوصول إلى الرضا بالذات ما بين تنازلات وانهيارات ونجاحات وإخفاقات، كادت أن تسقط في الهاوية ولكن من أنقذها هذة المرة الطفولة البريئة وكأن الكاتب أراد أن يعطيها فرصة البدأ من جديد بريئة نقية.

ربما أكثر ما استوقفنى في الرواية هي قدرة الكاتب على استحضار مشاعر الأنثى وانفعالاتها وتقلبها النفسي والعقلي لحظات الإنهيار والقوة فربما تتسأل أكثر من مرة كيف عرف الكاتب تلك المشاعر؟

ومن الممكن أن اعتبر الرواية تأريخ لفترة هامة من حياتي تمسني أنا شخصيا وهي من 2000 حتى 2011 فكلما ذكر الكاتب حدث في تلك الفترة أعادني للوراء عدة سنوات فأتذوق الحدث كأنه يحدث الأن خاصة الأحداث الجسام مثل تعديل الدستور والثورة.

الشخصيات جأت سلسة ومؤثرة، فهم اشباه البشر الذين نقابلهم في حياتنا مئات المرات فيهزمونا مرة ونهزمهم مئات المرات.

الرواية تقع في 141 ورقة بلغة سلسة وسرد رائع يجبرك على انهاؤها في جلسة واحدة.

وجاء الغلاف معبر جدا عن الرواية فهي الأنثى التي ترغب في الطيران بعيدا وتفرد اجنحتها التي قصها المجتمع.

أرشحها للقراءة جدا