خادمات المقام > مراجعات رواية خادمات المقام > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

خادمات المقام - منى الشمري
تحميل الكتاب

خادمات المقام

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"المقام ما هو إلا حيلة نفسية تتوهم معنى وجود الله، في حين أن النور هو أن يكون الله داخلك يُرشدك ويحميك ويبتليك ويُنقذك. وهو داخلك في حنايا روحك وكُل حواسك، وهو قوتك وحصنك، ليغلب ضعفك والشيطان الذي يجري فيك مجرى الدم. وهنا الاختبار الذي رسب فيه أهل الجزيرة الذين وجدوا في المقام الإله، وتعاملوا مع الله ضمن الموروث الديني لا أكثر."

تدور أحداث رواية "خادمات المقام" بجزيرة فيلكا الكويتية، في خمسينات القرن الماضي. الجزيرة التي يعيش بيها التُجار وأصحاب السُفن وإلى آخره من المهن التي ترتبط بالبحر، ولأن أهل الجزيرة يفصلهم بحر عن الكويت نفسها، فعاداتهم وتقاليدهم مُختلفة، والنساء وجودهم حيوي وفعال، يستطيعوا الخروج من منازلهم، ولاحظ أننا نتكلم عن زمن كان خروج المرأة لهو آثماً كبير.

ولكن يجمع أهل الجزيرة، المقام، وهنا تتجلى الرمزية الجميلة الخاصة بالرواية، فالرواية على أحداثها وحبكتها التي لم تكن في أفضل حال، تجمع شخصيات مُختلفة، وطريقة تعاملهم مع فكرة المقام، لأن المقام هو فكرة أكثر من كونه إرث ديني، أولئك الذين يؤمنون به كُل الإيمان، أولئك الذين تربطهم مصالح مع أصحاب المقام فيساعدوا على إنتشار فكرته، وأولئك الذين يرفضون الفكرة من أساسها، ويرون أنها تقوم على حجج باطلة، جمعتهم تلك الجزيرة، وربطت حكايتهم بخطوط دُخانية، لنرى تأثير الخُرافة على كُل شخصاً منهم، الخُرافة التي كما وصفتها الكاتبة؛ مرض لا شفاء منه إلا بالموت!

وعلى عكس أجواء الرواية المليئة بالجهل والخُرافة في ثنايا أفكار الشخصيات، ولكن، جاءت اللغة مُعاكسة لذلك، لغة بديعة، جذبتني من أول صفحات الرواية، مُناسبة لأجواء وزمن الرواية، مع توضيح للمعاني من الكاتبة إذا لزم الأمر، أيضاً، جاءت الفصول سريعة، مما ساعد على إلتهام أحداث الرواية بسرعة أكبر، ومع تآثر الكاتبة الكبير الواضح بالجاحظ، الذي ساعدت كلماته على قتل الجهل، المُنتشر في كُل مكان، ولكن من يعتبر بكلماته حقاً؟ فنحن البشر عندما نتمسك بالأمل، حتى لو كان يشوبه خرافة، أو جهل، لا نستطيع تركه، نظل نتشبث ونتشبث ونتشبث آملاً في واقع مُغاير لحياتنا، نتبارك بمقامات لا نعلم أصل أصحابها وإن كان أثرهم حقيقة أم لا، لنحقق مساعينا الدنيوية، نصنع العديد من الآلهة، في حين علمنا أنه لا يوجد إلا آله واحد. فلماذا نُعيد بناء الأصنام؟

رواية بديعة، وجميلة، وتستحق ترشحها البوكري للقائمة الطويلة 2022.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق