موسم الهجرة إلى الشمال > مراجعات رواية موسم الهجرة إلى الشمال > مراجعة محمد أحمد خليفة

موسم الهجرة إلى الشمال - الطيب صالح
تحميل الكتاب

موسم الهجرة إلى الشمال

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كيف بالله عليكم تقارنون بين رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" ل "الطيب صالح" التي صدرت في عام 1966 وبين رواية "شوق الدرويش" ل "حمور زيادة" التي صدرت في العام 2014؟! كم هي ظالمة تلك المقارنة بين رواية قصيرة كُتِبَتْ قبل عصر التلفاز والإنترنت وكل هذا الزخم الثقافي وثورة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وبين رواية معاصرة لكل التيارات الفكرية والثقافية والمعلوماتية بحيث أن التحدي صار أسهل أمام صاحبها في الاستعانة بكل هذا الموروث الأدبي العربي والعالمي في تقنيات السرد الروائي الذي انفتحت أبوابه على اتساعها بازدهار حركة الترجمة من الآداب العالمية على غناها ووفرتها.

ورغم ذلك، كانت "موسم الهجرة إلى الشمال" هي الرواية المذهلة التي لم أكن لأتصور مدى حداثتها وروعتها وريادتها في الأدب العربي لكل هذه التقنيات السردية التي نقرأها الآن، وكأنها نُشِرَتْ في الألفية الجديدة، لا في منتصف القرن الماضي!

فليحذر من يقرأ هذه الرواية من سطوتها، وليحذر من يستهن بصفحاتها الخمسين بعد المائة، وليحذر من يظن أنه مقبل على رواية هينة سهلة المنال.

هذه الرواية القصيرة ليست لمن يقرأها مرة واحدة، وليست لمن يقرأها في مرحلة المراهقة وبدايات الشباب، وإني لأرثى لجيل الإنترنت والهواتف الذكية من أن الكثير من لذة ومتعة هذه الرواية سيفتقدونه، لأن التوحد مع أبطال الرواية في معيشتهم ووصف بيئاتهم وحياتهم التي تخلو من أي وسائل اتصال تكنولوجية أو رفاهية معيشية لن يكون من السهل تصوره على الأجيال الحالية من مواليد الألفية الثانية.

كما أن موضوع الرواية خَدَّاع، فهو متعدد الطبقات كالبصلة، كلما تكشفت لك قشرة، كان ورائها المزيد والمزيد من القشور. لقد تكاملت جوانب هذه الرواية إلى الحد الذي جعلني أصفق لبراعة الكاتب في تصوير الكثير من المشاهد، وكأنها شريط سينيمائي يُعْرَض أمامي فأراه رؤيا العين، وأورثني الصراع النفسي الذي عاناه بطل الرواية أمام سطوة أسطورة "مصطفى سعيد" الهواجس والرؤى في صحوي ومنامي، فكنت أنام وأصحو وكأن بي حمى أو هذيان، أحاول فك غموض الأسرار التي أحاطت بتلك الشخصية الرهيبة التي ما قابلت مثلها بين أبطال الروايات التي قرأتها طوال حياتي.

هذه رواية أقول عنها بصدق أنها تحتاج إلى قراءة ثانية وثالثة، وقليلة بالفعل هي الروايات التي مرت علىَّ فشعرت أني أحتاج إلى إعادة لقرائتها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق