تراب الماس > مراجعات رواية تراب الماس > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

تراب الماس - أحمد مراد
تحميل الكتاب

تراب الماس

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"ساعات بنضطر نعمل غلطات صُغيرة.. نصلح بيها غلطات أكبر"

من المُمكن بسهولة إعتبار هذه الجملة التي تكررت طوال أحداث الرواية هي المغزى من الرواية.. ولكن لا.. هُناك مغزى أكبر وأكبر.

بعد ثاني قراءة للرواية التي قد قرأتها في 2015 رُبما أو قبل ذلك.. وتلك الفترة كانت كافية لتجعلني أنسى أحداث الرواية، وإن كان لا يزال هُناك بعض التفاصيل التي أتذكرها ومنها تفاصيل النهاية والتي رغم معرفتي بها.. لم أستطع أن أكف عن الإنبهار بها.

دائماً ما كُنت أرى أن "تُراب الماس" و"فيرتيجو" هم أفضل أعمال مُراد.. رُبما لتركيزه على الجانب البوليسي والدرامي والسياسي فيهم.. والإبتعاد عن الأفكار الغرائبية التي قد يُصيب فيها مثل: "الفيل الأزرق" وقد يُخفق بشدة مثل: "موسم صيد الغزلان". و"لوكاندة بير الوطاويط" مؤخراً.

أما عن القصة:

فحكايتنا مع عائلة "الزهار" وبالأخص "حسين الزهار" وبالأخص أكثر "طه حسين الزهار" الذي وجد نفسه يعيش مُعضلة أكبر من حجم حياته العادية كمندوب مبيعات طبية.. حياة رتيبة لا جديد فيها.. حتى أنه أصبح يحترف إقناع الأطباء بالأدوية بكل سهولة. حتى يتوفى والده ويترك دفتراً أحمر قانياً كالدم.. يحمل أسرار كبيرة عن والده "القعيد" الذي كان رغم إعاقته، جباراً.

ذلك السر الذي قلب حياة "طه" رأساً على عقب.. فكيف سيعيش مع ذلك السر؟ بل والأكثر من ذلك كيف سينجو من قبضة "وليد سُلطان" رئيس المباحث؟ ألم أذكره لك؟ دعني أحدثك عنه إذاً..

هو الحائز على جائزة أكثر من قام بسب وشتم الآخرين وإطلاق الألفاظ النابية في كُل الأوقات المُناسبة وغير المُناسبة طوال أحداث الرواية..

رئيس مباحث يُحلل لنفسه ما يُريد.. حتى ولو أجمع العالم كُله أنه حرام.. فهو لا يرى إلا ما يُريد.. حتى يتورط في فضيحة جنسية.

ورئيس مباحث بحجمه وحنكته وخبرته.. لن يسكت ويكن أبداً.. ولكنه سيحارب لآخر لحظة.. وهذا ما حدث ليورط "طه" معه.. ضد عائلة "البرجاس"

تلك العائلة التي تمتلك أرقام قياسية في الفساد.. فهم تجاوزوا "ليفل الوحش" بآلالاف الكيلومترات في الفساد.

أما عن مُراد:

فهو بكل أمانة، يمتلك قلم بوليسي تشويقي سيجعلك تجري وراءه طوال أحداث الرواية، ولن تتوقف حتى وأن تشعر بالتعب.. فقط تُريد أن تجري معه.. إلى النهاية.. وحتى عندما تصل إليها ستُريد أن تواصل الجري.

قلم رشيق، ساخر، تشبيهاته مُضحكة وقاتلة وذكية.. ولكنه قلم بذئ، وفاحش في العديد من المواضع.

ولكن جمال القصة، قد يجعلك تتغاضى قليلاً عن بعض التجاوزات.

أما عن المغزى:

"الثورة قلعت ألف باشا، وطرحت مكانهم مليون"

"من الآخر بلدك هيا المكان الي تلاقي فيه احترامك، والمكان ده مش هنا"

"خلينا نتكلم بصراحة.. البلد دي قدامها ولا خمسين سنة كمان عشان يتعاش فيها"

وأحب أن أعدل آخر أقتباس لأقول أنه البلد تحتاج إلى خمسين قرن لتصبح قابلة للحياة..

بلد تمكن فيها الفساد من أطراف شعرها إلى أظافر أقدامها.. كُل شيء تملك منه الفساد.. الفساد الذي شعر به "حسين الزهار" ورآه وأحب أن يُغيره بتُرابه.. ولكن وماذا بعد؟

هل ستقتل كُل الفاسدين؟

تلك المُعضلة الذي عاش فيها حسين وبعدها ابنه "طه" عندما قرر الأحتفاظ بقارورة "تُراب الماس" ولكن وماذا بعد؟

كيف ستقضي على الفساد في بلد أحبته وربته وتبنته؟ الفساد الذي قد يتسبب في قتلك أو قتل من تُحب في أي وقت ولا ينال القاتل الجزاء حتى..

فنحن أصبحنا نعيش في بلد تُبجل الفاسدين وتحترمهم.. وتهرس من يُعارضهم أو حتى من لا ذنب لهم إرضاءاً لسادتها.

وختاماً..

بالنسبة لي، هذا أفضل أعمال مُراد.. حتى أقرأ "فيرتيجو" للمرة الثانية.. في فترة قريبة لأتمكن من المُقارنة بينهم..

وإذا كُنت تُحب أن تقرأ عمل تشويقي بوليسي ثوري درامي.. فعليك بهذه التُحفة التي ستخطف أنفاسك.. مما جعلني أنتظر الفيلم المُقتبس عنها بفارغ الصبر.

خمسة نجوم مع بعض التحفظات.. ولكنها تستحق ذلك.. فالقتل قد يُصبح آثراً جانبياً..

لبلد يحتضر.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق