الديناصور ... و كيف تكون ذكريات الماضى كنز المستقبل؟
رحلة جديدة مع قلم عمرو حسين و هذه المرة رحلتنا للمعادى فى ستنيات القرن الماضى نراها بعيون جدو مصطفى صاحب ال ٧٥ عامًا، الذى يعيش وحده حياة هادئة بعد وفاة زوجته و سافر أولاده للخارج ، مصطفى صاحب الخط الجميل و الحكى الأجمل للكثير و الكثير من ذكرياته التى اعتاد أصحابه بنادى المعادى سماعها منه ، لينصحه أحدهم بكتابتها.
( الكتابه قد تحفظ ما تبقى في ذاكرتي المحتضرة من جمال قديم ، قررت أن اكتب على الورق ما قد يُمحي غدًا من الذاكرة. يومًا ما قد يقرأ أحفادى هذه الأوراق ليعرفوا جدهم وقد أقرؤها أنا ايضاً لأتذكر من أنا و من كنت حين تعود ذاكرتي كما بدأت ورقة بيضاء. )
يبدأ مصطفى الكتابة من وحى ذكريات الماضى ، ثم تتطور الفكرة من مجرد كتابة لتسلية النفس و الأصدقاء لمشروع نشر ما كتب ، و هنا يتقاطع مصيره و يلتقى المفعوصة منة الانفلونسر التى تستعد لمشروع تجهيز كتاب هى الأخرى.
( أقود سيارتي من مدينه نصر للمعادي لأتفاوض مع ديناصور يكتب بالورقة والقلم من أجل مبلغ بسيط. أنا واثقة من أن ما كتبه سيكون في منتهى الجمود والبرود. )
تقرأ منة ما كتبه العجوز و تنصحه بخلق قصة تعطى لما كتب عنه من أماكن الدفء و المعنى و لتكون قصة حب فى المعادى .... قصته الشخصية !!!
( أنا ممتن لهذه المفعوصة التي سألتني سؤالًا عابرًا فأخرجت أجمل ذكرياتي. يكفي أنني سأستمتع بكتابة بقيه حكايتى مع حبيبتي الجميلة )
ليبدأ بكتابة رسالة لحبيبته ليقص عليها قصة قديمة ، و يستشعر حلاوة الكتابة لأول مرة فى حياته ..... فمن هى تلك الحبيبة المجهولة؟ و هل ستصلها رسالته؟ ما علاقة زياد مخرج فيديوهات منة بقصة الحب تلك؟ و هل سنعرف كيف انتهت؟
القصة تحمل الكثير من الحنين لذكريات الماضى بهدوئه و رومانسته و أجوائه الحالمة ، وتيرة الأحداث هادئة رغم وقوعها فى الحاضر ، جاءت اللغة فصحى سلسة أرى فيها تطور كبير فى لغة الكاتب عما رأيته سابقًا فى رواية الرهان ، و الشخصيات بسيطة دون تكلف.
عمل هادئ ناعم دون مبالغة بالرومانسية أنصح به كفاصل بين القراءات الدسمة و حالات بلوك القراءة
استمتعت بقراءته على تطبيق أبجد.
( تمر السنين ويبقى ما فى القلب لا يغيره تغير الزمان أو المكان ، تبقى الحقيقة المجردة موجودة في مكان ما في قاع العين موصول بالروح. تتلاقى من خلاله الأرواح فتلمع الأعين في نشوة في لحظة اللقاء )