مساكن الأمريكان > مراجعات رواية مساكن الأمريكان > مراجعة إبراهيم عادل

مساكن الأمريكان - هبة خميس
تحميل الكتاب

مساكن الأمريكان

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

مساكن الأمريكان .. صورة حية لإسكندرية الأخرى

في روايتها الأولى تقدم هبة خميس صورة واقعية حيّة لعالم العشوائيات في مدينة الإسكندرية، التي طالما تغنى بها الكتاب والشعراء باعتبارها المدينة التي تجمع الجنسيات والثقافات والحضارات، هنا صورة أخرى لهذه المدينة تركز على الجوانب المهمّشة غير المألوفة ولا المعروفة، عالم آخر معقد ومتشابك يسعى فيه أبطاله للحصول على لقمة الحياة بالكاد، ويصارعون توغل المدينة التي لا ترأف بحالهم بل وربما تقضي على ما بقي منهم تحت أنقاضها.

استطاعت الكاتب أن تجمع في نوفيلا قصيرة (120 صفحة) قصة حياة وتفاصيل ثلاث عائلات تقريبًا، عرفنا من خلالهم سيرة خمس شخصيات متباينة زمانيًا ومكانيًا، يحمل كل واحدٍ منهم همه وهواجسه الخاصة، بداية من علي البطل/ الشبح الذي يطل علينا من الصفحات الأولى، وعلاقته الملتبسة بأخيه، واعتباره سبة يريد التخلص منها، إلى سيد الأخ الكبير الذي لم يحصل على حنان أمه بسبب ذلك الأخ ثم زواجه من هناء ورغبته في الاستقلال بحياته بعيدًا عن عائلته القديمة، مرورًا بهناء التي تسعى أن تبالغ في حساب كل أمور حياتها وتسعى لأن يمضي كل شيءٍ وفق حساباتها إلا أنها لازالت مؤرقة بين الرغبة في الإنجاب وبين الهرب من هذه الحياة التي لامتنح إلا المزيد من القسوة، وأخته زهرة التي تطرد من بيت حماتها ولاتجد سبيلاً للعيش إلا بينهم!

هنا حديثٌ خالص عن إسكندرية الأخرى، تحتل فيه العشش الصفيح وتركيباتها العشوائية مكانًا بارزًا، ويحضر البسطاء والمهمشون بتفاصيل حياتهم اليومية المعتادة، فيما يحضر البحر فيه على استحياء!

بعد أن تعرفنا على الأربعة (علي وسيد زهرة وهناء) تعود بنا الكاتبة بذكاء وانسيابية إلى الماضي، فنتعرف على الأب والأم (سليم وسعاد) القادمين من الأرياف بحثًا عن فرصٍ أخرى للحياة في المدينة التي تجذب إليها الجميع، كيف بدأت حياتهم وإلى أين انتهت!

لم تهتم الكاتبة كثيرًا بتحديد الملامح الزمنية التي سارت فيها أبطال قصتها، ولكنها استعاضت عن ذلك بإشارات شديدة البساطة والدقة، مثل وصول المحجوب محافظًا للإسكندرية، والزلازال الذي سيؤثر سلبًا على أبطال الرواية، أو أصوات المغنيين في الماضي حيث تحضر فايزة أحمد، وعمرو دياب في وقتٍ آخر، إلى غير ذلك من الإشارات.

في النهاية نحن إزاء نوفيلا قصيرة، مكتوبة بحرفية شديدة وتكثيف متقن تحسد عليه. تعد في وجهة نظري درسًا من دروس كتابة الشخصيات بشكلٍ حيادي، يقدّم كل شخصية بدون أن يتورط في التعاطف معها أو تمثيلها بشكلٍ مطلق، مهما كانت بالغة الدرامية والتعقيد.

تجدر الإشارة إلى أن لهبة خميس مجموعتين قصصيتين سبقتا هذه الرواية، ربما لم يتم الالتفات إليهما كثيرًا، حصلت الأولى "من نافذة تطل على الميدان" على جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2011 والثانية "زار" على جائزة ساويرس الثقافية عام 2019

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق