طبيب أرياف > مراجعات رواية طبيب أرياف > مراجعة إبراهيم عادل

طبيب أرياف - محمد المنسي قنديل
تحميل الكتاب

طبيب أرياف

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

يعود المنسي قنديل مع بطل روايته الطبيب الذي يحمل تاريخًا نضاليًا سياسيًا مؤرقًا، ويخرج من السجن لينتقل إلى أحد قرى الأرياف في محاولة أولى لنسيان الماضي والانغماس في مشكلات ذلك الواقع المرير الجديدة، ولكن الحب يلاحقه مرة أخرى في شخصية الممرضة «فرح» التي يبدا معها علاقة حبٍ من طرازٍ خاص ولكنه يكتشف أنها متزوجة ليتحول حلمه بها إلى كابوس!

ولكن مع قصة الحب غير المكتملة تلك ثمة وعي مختلف لدى ذلك البطل الذي أصبح مختلفًا عن صاحبنا الرومانسي الغارق في الشاعرية حتى أذنيه في انكسار الروح، والذي كان يرى في المحبوبة كل شيء، هنا إدراكٌ واقعي لتفاصيل العالم والمشكلات المحيطة به، رصد شديد الوضوح لما يحيط بعالم القرية المصرية من مشكلات ربما لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، هنا وعيٌ أكبر بالحقيقة:

ثمة حضور بارز للصراعات الاجتماعية والطبقية، والحال الذي كانت مصر فيه في تلك الفترة التي تحكي عنها الرواية، وقد كانت تلك الخلفيات السياسية حاضرة أيضًا في انكسار الروح التي رصدت إضرابات العمال في المحلة الكبرى التي ولد وينتمي إليها المنسي قنديل، مرورًا بالمد الناصري انتهاء بالهزيمة، بينما تحضر هنا صورة أخرى لبدايات عصر مبارك ومحاولة صعود فرعون آخر لسدة الحكم في مصر، وما صاحب ذلك من تغيرات سياسية واجتماعية، وتصوير واضح لسيطرة رجال السلطة من ضباط الداخلية على مقاليد الأمور، وما يجري من محاولات لتجميل الصورة في القرى بشكلٍ ظاهري، وما دار ويدور من تزوير مستمر لإرادة الناس الغارقين في القهر والبؤس والجهل.

حكايات بسيطة ومواقف تبدو يومية وعابرة، تنقلنا بسلاسة إلى أجواء القرية وعالمها وتعكست بجلاء حال أهلها وحياتهم، اختار الكاتب بعناية واضحة عددًا من الحكايات التي عبّر عنها بتكثيف شديد وعبارات موجزة دالة نسجت عالم القرية، وكيف سيطرت فيها العادات والتقاليد الاجتماية الراسخة، التي تعامل المسيحي بقسوة، والتي تقهر المرأة وتسلبها كل حقوقها لدرجة إجبارها على الزواج والحياة بالطريقة التي يرونها لا كما تريد وترضى! والطبيب يرى كل ذلك ويرصده ويعجز عن مواجهته أو التصدي له، هو شاهد العيان الذي لايتمكن رغم مكانته بينهم كطبيب الوحدة الصحية الوحيد من أن ينقذ امرأة من أنياب عائلة زوجها المتوفي، ولا حتى أن يقتنص حبيبته من بين عالمها الذي عاشت فيه ورضخت له!

.............

من مقالي عن الرواية .. على موقع إضاءات

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق