ذكريات ضالة > مراجعات رواية ذكريات ضالة > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

ذكريات ضالة - عبد الله البصيص
تحميل الكتاب

ذكريات ضالة

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

دائماً ما تُثير شجني تلك الحكايات من الطفولة من أيام الصبا وراحة البال.. تلك الأيام كانت هادئة جداً بالنسبة لي حتى أنني لا أذكر شيئاً مُميزاً بها.. كانت طفولة هادئة.. وكان يجب أن أعلم أن هذا الهدوء هو هدوء يسبق عواصف حياتي.

عنوان هذه الرواية هو أفضل مُعبر عنها.. فهُناك العديد من الذكريات التي قررنا أن نتركها مكانها أن لا نتذكرها فتتوه في طيات حياتنا.. فتصبح تلك الذكرى ضبابية.. ننساها عمداً حتى لا تفتح جراحاً لا تندمل.. نبني على تلك الذكريات أوهام.. بنيان مُشددة.. حتى لو أرادت تلك الذكريات أن تعود تجد آلاف الأبواب الحصينة في وجهها. ولكن صدقوني مهما دفنت في تلك الذكريات دائماً ما تجد طريقها لتصعد على سطح حياتك.. لتقلب كيانك رأساً على عقب بعدما حسبت أنك نسيتها!

مُقدمة الرواية رائعة ستجد نفسك بداخل أحداث الرواية.. كسر الكاتب الحاجز الثقيل بينك وبينه، ومهد لك أنه قارئ مثله مثلك لا دخل له فيما سيأتي.. هو فقط يعلم مُقدماً ما سيأتي.. يعلم النهاية المآسأوية التي ستنتهي عليها حكايتنا.. يُحاول أن يُخبرك أن تلك القصة حقيقية.. وبكل تأكيد نجح في جعلي أصدق ذلك.

فبطل الذكريات.. ضابط شُرطة فاسد.. يقضي أوقات فراغه في الملذات والمُنكرات.. يفوق من سطلته وسكره.. عندما يعلم أنه تم القبض على "المنشار" ذلك اللص الذي أذاق الشرطة المرارة في العثور عليه.. كُل مرة يهرب منهم بسحره وبتلك الأساطير التي نُسجت ونسجها حوله.. ليكتشف أن هذا اللص هو صديق طفولته! فيعود بنا بطل الذكريات ليسرد قصة طفولته.. بسرد دقيق ورائع ومؤلم.. في قصة تكشف أن هُناك وحوش بشرية مهما صغر سنها.. وحوش بشرية لم يتم تقويم أنفسهم.. فظلت على تلك الطباع.

غريبة أمر النفس البشرية وما تمر به من تقلبات.. غريبة طفولتنا وغريبة حياتنا.. ندفن الذكريات في الأعماق ثم نغوص باحثين عنها لنُخرجها إلى حياتنا.. هكذا فعل ضابط الشرطة "سلمان"، وذلك ما أدى إلى إنهيار حياته إلى فُتات.

يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق