أبناء حورة > مراجعات كتاب أبناء حورة > مراجعة إبراهيم عادل

أبناء حورة - عبد الرحيم كمال
تحميل الكتاب

أبناء حورة

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

أبناء حورة .. استعادة عرش الحكايات والفانتازيا الشيق

كان أول مفاجآت هذه الرواية بالنسبة لي هو عالمها، رغم التعريف الموجود على ظهر الغلاف والحديث عن الخيال العاقل والمجنون ومايجمع بينهما، ولكن المفاجأة أن عبد الرحيم كمال استطاع أن ينسج من هذا الخيال المحلّق رواية مختلفة تمامًا، ربما تمتد بنسبٍ إلى عوالم ألف ليلة وليلة، ولكنها تبقى ذات طابع خاص. وبقي الرهان بعد بداية الرواية أن يتمكن الكاتب من صوغ عالم روايته وشد انتباه القارئ إلى الحكايات مع تشعبها حتى النهاية.

قسّم عبد الرحيم كمال روايته (400 صفحة) إلى ثلاث أبوابٍ كبرى، من "حورة" إلى "حور ونور" لينتهي إلى "الراصدة"، ويحكي عن عالم فانتازي يتحكم فيه حورة وهي طائر عملاق كبير برأس إنسان لها سبعة أبناء يخرجون من بيضة عملاقة ويحكمون عددًا من بلاد شمال أفريقيا، ويملكون قوى خارقة إذ يعرفون النيات ويعاقبون الناس عليها، ويسعون لنشر الخير والألفة والمحبة بين الناس فحسب، ولكن الأمر لايستقر لهم، إذ يواجهون بعالم آخر يريد أن يسرق الحكايات ويتحكم هو في العالم كله.

السحر في التفاصيل

ليست الفكرة العامة هي الفارقة فيه هذه الرواية، بل وليست هي الرهان الأكبر، رغم كونها فكرة فانتازية شديدة الجاذبية والإغواء، إلا أن القدرة الحقيقية والمهارة في نسج الحكايات، وتوالد حكايات متشعبة، وربط كل هذه الحكايات معًا، في ظني فإن هذه الرواية تحتاج أكثر ما تحتاج إلى دليل معها، كي نعرف من ذهب أين ومن فعل ماذا، ونحن إذ نربط الخيوط على هذا النحو سنحصل على متعة أخرى تضاهي متعة قراءة الرواية وتتبع أحداثها.

لاشك أن عالم أبناء حورة، وما يدعون إليه وما نجحوا في تحقيقه على هذه الأرض الخيالية التي حكموها، والتي امتدت في الشمال الأفريقي، وهناك حديث جميل عن مصر، وإشارات إلى كورونا وإلى الأوبئة السابقة، مثل انفلونزا الطيور وغيرها، لاشك أن كل هذا العالم كان جميلًا ومغويًا، وتفاصيل الحكايات والعلاقات فيه، سواء بين العائللات أو البسطاء، أو حينما وصلت إلى العلاقة بين حكامٍ ومحكومين، كانت شديدة الإحكام والجمال، إلا أنه حيتنما ظهرت الراصدة وحكاية "طاكين" الذي يحمل الشر المطلق، بكل من حوله، بدا أن الحكايات تفقد بريقها، وذلك في الثلث الأخير من الرواية، ولا أعلم أهذا انحيازٌ لعالم حورة وأبناءها أم لأن شيئًا أصاب السرد ولم يكن الإيقاع فيه سلسلاً وشيقًا مثلما كان في البابين الأولين.

وعلى الرغم من كون هذه الرواية هي الثالثة في كتابات عبد الرحيم كمال (سبقها بواب الحانة، والمجنونة) إلا أني أعتقد أنها بداية جديدة له، وإرساء لعالم شديد الثراء والجاذبية، لاشك أنه يمتلك فيه الكثير، عالم الحكايات والفانتازيا المتشعب الغرائبي الجميل الذي نفتقده بشدة.

شكرًا عبد الرحيم كمال على هذه الرواية والوجبة الفانتازية الدسمة التي تنتشلنا من سواد عالمنا إلى عالم الخيال الرحب المحلق الجميل.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق