زيارة أخيرة لأم كلثوم > مراجعات رواية زيارة أخيرة لأم كلثوم > مراجعة إبراهيم عادل

زيارة أخيرة لأم كلثوم - علي عطا
تحميل الكتاب

زيارة أخيرة لأم كلثوم

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

من جنازة خالته "أم كلثوم" يعود الكاتب والصحفي حسين جاد لسرد حكاية عائلته هذه المرة، يعود للجذور ثانية، ولكن بطريقة مختلفة، كل أبطال الجزء السابق حاضرين معنا مرة أخرى في الحكايات، وفي الخلفية، فيما نفاجئ بقصص وتفاصيل أخرى جديدة، وإذا كانت الرواية الأولى قد حفلت بعرض صورة الحاضر، ووجهة نظر الكاتب في العديد من الأحداث الجارية، فإن الرواية الثانية تركز حضور الماضي، وتحديدًا لحظة مقتل السادات وما قبلها وما تلاها، حيث يربتط مشهد موته الذي شاهده البطل على التلفزيون بوجوده مصادفة عند خالته .. وما بين 1981 و 2018 يمتد السرد وتتداعى الذكريات.

(( وهل الحب خبرة؟ بالتأكيد هو كذلك، مع أن أعراضه هي نفسها تقريبًا في كل مرة، تشبه أعراض مرض ما يمكن أن تتكرر الإصابة به، في أي مرحلة من مراحل العمر. لكن مع التكرار تتولد مناعة - لو جازَ التعبير- تحاصر تلك الأعراض؛ بحيث يمكن تحمل ما قد تسببه من ألم، أو حتى على الأقل تتيح التكيف معها على نحو ناضج.))

هكذا تطرح الرواية الأسئلة باستمرار، وتعمق من حالة الحيرة لدى البطل ولدى القارئ كذلك، في الوقت الذي تعمل على رصد تفاصيل ذاكرة وماضي ولى بغير رجعة، لمحاولة الإجابة عمّا وصل إليه البطل والعالم من حوله في لحظته المأزومة تلك، والتي يبدو فيها متجاوزًا لحالة "الاكتئاب" إلى حالة الرصد والتحليل بوعي أكبر.

في ما يمكن أن نعتبره الجزء الثاني من الرواية يتخفف السارد من الحكاية الأصلية، لتتحول فصول الرواية القصيرة إلى شذرات وأجزاء من مذاكرات ويوميات عابرة يركز فيها على ذكر بداية تعرفه على عالم المثقفين من خلال قصص يحيى الطاهر وصبري موسى وشعر أمل دنقل، وغير ذلك

يتحول المخاطب من الصديق طاهر إلى الأخ ماهر أحيانًا، وأحيانًا أخرى إلى عادل وسلمى، ثم منادى في كل حكاية وفقرة، يختلف عن الآخر ولكن المهم تداعي الذكريات، التي لا تلتزم بترتيب محدد أيضًا . تداعي حر يفرد فيه فصلاً عن عالم "عزبة عقل" مثلًا، منشأ البطل، وهي بحكاياتها تبدو تربة خصبة ومادة جاهزة لأن يبنى عليها رواية مستقلة .. ولكن يظل القارئ شغوفًا بمواصلة الحكاية حتى نهايتها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق