مخاوف نهاية العمر > مراجعات رواية مخاوف نهاية العمر > مراجعة إبراهيم عادل

مخاوف نهاية العمر - عادل عصمت
تحميل الكتاب

مخاوف نهاية العمر

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

حالة من الشجن والحنين لماضِ فات، وذكريات قديمة تترك آثارها في الروح، تدور حولها قصص هذه المجموعة الفريدة، القصص التي اختار عادل عصمت بإصرارٍ وعناية أن يتركها قصصًا، تكثّف الحالة والمواقف والأحداث، وتترك للقارئ فرصة أن يتأمل كل واحدةٍ منهم أكثر من مرة، ويعيد للقصة القصيرة بريقها الأخاذ، ومكانتها المفتقدة .

(وينفلت من بين إيدينا الزمان .. كإنه سحبة قوس في أوتار كمان) بقيت كلمات سيد حجاب تتردد في ذهني أثناء قراءة قصص المجموعة، على اختلاف شخصياتها، وحكاياتها، فالقصص لا تتحدث عن انفلات الزمن فحسب، وإن كان حاضرًا، ولكنها تستعيد مع الماضي أثر الحياة الجميل كله، تسعى جاهدة للكشف عن خفايا وأسباب البقاء أو التمسك بالحياة، أوحتى ذلك المرور العابر الذي يترك أثرًا لا يُنسى.

سبع قصص وأكثر من 14 شخصية، تحمل كل شخصية منهم طرفًا من الحكاية، وينتقل الرواي بينهم بانسيابية وذكاء، ليعكس لنا في النهاية ذلك العالم الذي يتوارى وراء كل قصة، من "الفجر" تحضر حكايتان أحدهما ذلك الرجل العجوز "نسيم"الذي يحمل ذكريات حياته على ظهره وكأنها آخر ما بقي له من الحياة، ويحرص في كل مرة يقابل فيها الرواي على أن يحكيها بنفس الحماس والحب، ذكريات أيام نضاله ومظاهراتٍ شارك فيها في الستينات، كل ذلك أمام راوٍ لا يعبأ بما يحكيه في البداية، ولكنه يتأمله بعد ذلك بفترة، ويدرك قيمته. كما يحضر الراوي في خلفية الأحداث من خلال ذكريات صاحبه الذي رحل في "لن أتذكرك أبدًا" التي يسترجع فيها تلك العلاقة الخاصة جدًا التي ربطته بحبيبته في ظرف استثنائي، لحظة يرصدها بدقة، ويحعل القارء يفكّر ف لحظاتِ شبيهة بها في حياته، تغيّرت فيها حياته، فلم تعد كما كانت، وكأنما هبّت عليها "رياح الخماسين" كما في القصة التي تحمل هذا العنوان ونخوض فيها مع بطل القصة في علاقته بزوجته وكيف كانا ينتظر ليلة الخميس معها، ثم دار الزمان حتى غدا الاستعانة بحب "الفياجرا" أمرًا لا مفر منه، وكيف استطاع أن يتغلب على انهيار حياته في لحظة فارقة أخرى!

يحضر الاغتراب عن الوطن، والسفر للعمل سواء في الخليج أو ليبيا، وكيف يؤثر على شخصيات القصص سواء في قصة تحمل ذلك العنوان المباشر "الوطن"، يبحث فيها البطل عن بقايا ما تركه في وطنه متمثلاً في قبر أمه، أو في "لن أتذكرك أبدًا" حيث يدور الزمان بالشخصيات وتحضر الحبيبة التي لا يتمكن من نسيانها، ومن خلالهم يعكس عادل عصمت حالة كاملة للاغتراب، ربما بثها من قبل في روايات مثل "النوافذ الزرقاء" ولكن حضورها هنا يحمل خصوصية مختلفة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق