أربطة > مراجعات رواية أربطة > مراجعة Shehab El-Din Nasr

أربطة - دومينيكو ستارنونه, أماني فوزي حبشي
تحميل الكتاب

أربطة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

لم أستطع فهم أنك قد تُعجب بأخرى. كنت مقتنعة بأنني، إذا كنت قد أعجبتك مرة، فسأظل موضع إعجابك إلى الأبد. اعتقدت أن المشاعر الحقيقية لا تتغير، خصوصاً عندما نرتبط بالزواج. قلت لنفسي أن هذا ممكن أن يحدث، ولكن فقط للأشخاص السطحيين، وهو ليس كذلك! "

انا خائف، أنا أخشى المصير الذي وصل إليه من قبلي الكثير، وأنا أكثر الأكثرين، وأقرب الأقربين لتلك الهاوية. أعلم نهايتي من هنا، لكن ربما أتمهل في الوصول إليها، ربما ينتشلني الله من ضياعها حينها.

تلك الرواية بشكل عام، موجهة إليك عندما تنثني ركبتيك وينحني ظهرك للأمام بعض الشيء، عندما تجلس أمام المرأة فتجد للمرة الأولى بعض الشعيرات البيضاء الصغيرة تتوغل في شعرك الأسود كبعض النجوم في ليلة بلا قمر، تلك الرواية تخاطبك وأنت في منحنى عمرك الشاهق، بعدما كان لديك الكثير لتعيشه، أصبحت اليوم لديك الأقل لتحياه تسارع الزمن وهو يهزمك في كل ليلة، بينك وبين المنية خطوات وطريق أنت لا تعلم متى سينتهي، لكنك على يقين إنه أقرب من أي وقت مضى، تلك الرواية هي إليك عندما تصعد إلى منزلك في الطابق الثاني مستغرقاً عشرة دقائق، بعدما كنت تصعد الدرجات المتعاقبة في غضون نصف دقيقة من الزمن، عندما تدرك أنك بالفعل تشيخ، أنك أصبحت رجل كهل أو أصبحتِ امرأة بلا حائض، انتهت فترة خصوبتها وأصبحت في عداد اليائسات حتى حين.

’’الأربطة الوحيدة التي وضع والدانا لها اعتبارا هي تلك التي عذب بها كل منهما الآخر طوال حياته.’’

تلك الفترة الكئيبة التي ستمر بيها لتدرك مدى التحول القاسي الذي تتعرض له في حياتك، سيكون ذلك الكتاب صاحبك الوفي، وصديقك الذي يحملك ليجعلك تفكر في كل ما مضى ولا سيما حياتك الزوجية.

كل من يقرأ هذا الكتاب يخشى على ماضيه، وربما يشفق عليه، حقيقة مخيفة للجميع، وهناك من هو مقبل على حياته الزوجية فيخشى المصير، وهناك تلك المرأة الثلاثينية الكامنة في منتصف حياتها الزوجية وأصبحت تخشى علامات تغير زوجها المؤدية جميعاً للخيانة بلا شك.

لكن أنا؟ أنا لا أرى الماضي ولا الزوجة الحالية في تلك الرواية، أنا أرى مستقبلي المجبور عليه المحمل إليه طوعاً وكرهاً، أرى المستقبل والنهايه كيقين الموت الأبدي، ستصل إليه مهما فعلت، وكأنني أشعر بأن فشلي في حياتي الزوجية، ورغبتي في التمرد والحرية والوحدة والبقاء خفيف المسؤوليات أمر سأحبذه حتى لا أجد من يعرف أين أو أمتى توقف قلبي وأنا اشاهد التلفاز قبل أن أتم عامي الثامن والخمسين بقليل، سيجدوني ميتاً، شاحب الوجه منقطع االنفس منذ دقائق، وربما ساعات، أو ايام وحينها سيقولون رحمه الله عاش وحيداً ومات شريداً، ظالماً لكل من حوله. فمن سيذكر شخصاً أراد الموت وهو على مشارف الحياة؟

تلك الحقيقة تصيبني الأن بالغثيان، أراها جالية كالشفق، وتتملكني بالكامل، فهي تثقل على قلبي،كحجر من جهنم أحمله على كاهلي، يا الله لماذا خلقتني عصفوراً يعشق الترحال ولا يمكث في عشٍ إلا سويعات الليل؟

’’ كان خطأه الحقيقي انه لم ينجح في أن يرفضنا تماما ، كان خطأه انه بمجرد ان تتصرف بطريقة تجرح فيها بعمق ، بحيث تقتل ، او على كل حال تحطم الى الابد حيوات ادميين اخرين ، لا يجب مطلقا ان تعود الى الخلف ، لا ابد ان تتحمل مسؤولية جريمتك ، حتى النهاية ’’

أولادي القادمين، أبنتي الغالية وأبني البكري، لو أراد الله لكم أن تشاركوني تلك الحياة، سامحوني من مهدكم إلى لحدكم، أنا من جاء بكم إلى ذلك العالم المخادع، لقد كنتم ضحية أب لن يعيش في جلبابكم ابداً، لن يتحمل مسؤوليتكم مدى الحياة ربما؟ التخيل فقط التخيل في مسئوليات زوجتي وأبنائي من الأن، يخنقني، ويضيق بروحي، ويجعلني أتسائل إذن من هو صاحب ذلك النظام؟ لماذا على أن أتزوج ولا أفترق عنهما إلى موتي؟ لماذا أعيش كما يعيش الخمسة مليار الأخرين من العالم المنتهي صلاحيته؟ لو خالفت أنا تلك القاعدة فمن يكترث بي؟، لن تتوقف الأرض عن دورانها أو تتشقق السماء لأجلى، فأنا ذرة - لا فائدة منها - في عالم مزدحم بالجزيئات حتى عنان السماء. أنا ذرة إن رحلت ذات يوم، لن يختل لأجلى مجرى الحياة اليومي ولن تتوقف الشمس لأجل أحد.

لذلك أبنائي الأعزاء، لن أقدم إليكم الكثير، وأسألكم بأمكم فهي خير وأبقى مني، وأسألكم بالدين والتوحيد لعل تشفعوا لي يوم القيامة، تجنبوا الفلسفة ولا تتعمقوا في القراءة فهي سم في فنجان من العسل الأبيض، أبنتي لا تتزوجي قبل عامك الثالث والعشرين، قد أزورك في فرحك كرجل غريب، ولن تقدميني إلى أهل زوجك على أنك من نطفة أنا وضعتها في رحم أمك على كل حال، إلا إنني أحبك، لكن لن أستطيع ابدا أن اصاحب امرأة وأبن وابنة إلى يوم القيامة، هذا بالنسبة لي جحيم ربما أدفع ثمنه في الحياة الفانية، وفي يوم الخلود أيضاً. أبني الغالي، إياك والنساء والمال، فهم فتنة إذا أقترفت منهم رشقة في أول حياتك، لن تشبع منهما مهما بلغت.

’’ أردت أن أثبت لنفسي أنني على الرغم من أنني أعدت بناء الزواج القديم، وعدت إلى العائلة، ووضعت الخاتم في إصبعي، فإنني مازلت حراً، ولم تعد لدي قيود حقيقية ’’

برغم كل تلك الشتات التي أحمله، أدعو الله أن يلهمني حبهم، أن يلهمني حباً يجعلني لا أتركهم ابداً، يلهمني حب يجعلني لا أخون ولا أرحل عنهم، فأنا لا أحب الآفلين، اللهم الهمني صبراً لأبقى حتى لا أفقد الدافع الأخير للبقاء حياً، أو البقاء مع الأخرين، لو كانت تلك الشخصية والنزعة المتمردة التي وضعتها في داخلي هي عذاب على بعض أخطائي الدنيوية، فأسألك أن تعوضني بالأستقرار في نهاية المطاف. في جنة الخلد. في جنة الأنبياء والشهداء والصالحين، فمن أنا منهم؟ فهل تتقبلني عندك يا الله؟

أنا لا أخاف أن أُخان، أنا أخاف أن أخون أكثر من مرة، أنا أخشى أن أموت خائناً لكل شيء، وعندما أنظر إلى المرأة في عامي السابع والخمسين وهو الأخير، أقول ليتني كنت نطفة لم تصل إلى مقصدها، ليتني كنت شعاع من الضوء في السديم الخالي، ليتني كنت نجمة لم يصل نورها إلى الأرض، ليتني لم أفعل كل ما فعلته وأندم في يومٍ لا يعرف الإنسان فيه سبيلاً للندم، ولا محاولة إلى الرجوع. لقد كان، وأنت اليوم من المنسيين إلى الأبد.

"كم أنت طيب. كم أنتم جميعًا طيبون مع النساء. لديكم ثلاثة أهداف عظيمة في الحياة: نكاحنا، حمايتنا، وإيذاؤنا"

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق