زقاق المدق > مراجعات رواية زقاق المدق > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

زقاق المدق - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

زقاق المدق

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"وما سُمى الإنسان إلا لنسيه ولا القلب إلا أنه يتقلب."

الكتاب السابع الذي أقرأه للنجيب.. ومع كُل كتاب أقرأه، يزداد تعلقي بكلماته، برسمه للشخصيات.. شخصيات من لحم ودم "كما يقول أحد أصدقائي المُقربين".. يُمكنك أن ترى هذه الشخصيات أمامك.. ومع رسم "نجيب محفوظ" لها.. الذي لا يرسم فقط صفات الشخصيات الجسدية أو حتى ما يبدو منها فقط.. نجيب يرسم حتى طريقة تفكيرها الداخلي.. كيف تُفكر تلك الشخصية؟ وكيف تُحدث نفسها؟ ما العواطف والدوافع التي تُحكرها وتُسيرها؟ أهي دوافع طيبة مثل: الحلو؟ أو دوافع خبيثة مثل: حميدة؟ أم دوافع مُتقلبة مثل باقي شخصيات الزقاق.

بمُجرد أن تطأ عيناك على أول صفحات الرواية ستقع في غرام الشخصيات والأحداث -المتوقعة بنسبة كبيرة- بالطبع.. حتى وإن كانت الرواية أقل من روايتيه السابقتين "القاهرة الجديدة" و"خان الخليلي" ولكن.. سيظل هناك عامل جذب أن تُكمل الرواية، وتحرص على ألا تنتهي بسرعة.. ومن الجمال، أن ثلاثة روايات كتبهم نجيب تدور أحداثهم في نطاق مكاني ليس بالكبير.. لكنك لن تجد شخصية واحدة مُتشابهة.. كُل الشخصيات فريدة التكوين والتركيب.

"ولما كان من الضروري أن يوجد في حياة الإنسان شيء تنعقد حوله آماله، شيء يُقرر لحياته قيمة ولو وهمية أو سخيفة."

وهنا تأتي أهمية تكوين الشخصيات وتركيبهم.. فالأحداث وإن كانت ليست على قدر كبير من التشويق.. ولكن تفرد الشخصيات وطريقة تفكيرهم يجعل الأحداث ثقيلة وزناً حتى تلك الأحداث التي توقعتها.. فمثلاً مُقابلة "الحلو" بـ"حميدة" بعد هروبها.. كانت متوقعة.. ورغم ذلك فاجئني طريقة التعبير والتفكير لكلاً منهما.. حتى الشخصيات الجانبية مثل المعلم "كرشة" وابنه "حسين".. حتى "سليم علوان" والتقلب الذي طرأ على حياته فجأة.. كُل تلك الشبكة من الشخصيات وما داخلها أصبح له وزناً فقط لأن الشخصيات مكتوبة بحرص.. حرص يجعلك مُمتن فقط لأنك تقرأ الرواية.

"فاليأس على أية حال أروح من الشك والحيرة والعذاب."

ما زال نجيب يغوص في النفس البشرية.. يجعل الشخصيات تبوح بأسرار شقائها وعذابها.. وتلك الشخصيات لا تقول إلا أسباب بؤسنا.. فالأوجاع مُتشابهة وأن اختلفت الأزمنة.. فالزقاق في أحد الرمزيات هو مصر.. وأرى "حميدة" كحكومة مصر ونحن كـ"الحلو" نُحاول أن نمهد لها الطريق ونُحبها ونُصلح من فساد أفكارها.. ولكنها تفر منا وتذهب إلى أحضان الغُرباء، أصحاب الأموال والنفوذ. هل حاول "نجيب محفوظ" أن يقول لنا أن الحكومة المصرية كالعاهرة؟ لا أعتقد أن نجيب يقصد ذلك :)

يُنصح بها بالطبع.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق