أولاد حارتنا > مراجعات رواية أولاد حارتنا > مراجعة إبراهيم الحمزاوي

أولاد حارتنا - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

أولاد حارتنا

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

يجب أن ندرك الفرق بين الرواية والكتاب. فالرواية ما هي إلا عرض لأفكار الكاتب وخياله. أما الكتاب فهو تأريخ لأحداث تمت بالفعل.

نجيب محفوظ سمعته تسبقه. هو ليس مجرد روائي أو كاتب عادي يكتب من أجل الكتابة أو الشهرة الزائفة، بل هو إرثٌ إنساني وعالمي في نفس الآن. لذلك لزامًا على كل باحثٍ أو مهتم بالأدبِ والرواية بشكل خاص، أن يقف عند هذا الصرح إن صحّ التعبير.

إنّ لنجيب محفوظ أكثر من خمسين رواية وقصة قصيرة، همت كلها الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والنفسية كذلك للحارة المصرية في بعدها الشمولي. أذكر من هذه الأعمال ’’ الثلاثية ‘‘ بين القصرين، قصر الشوق، السكرية. وتعد بحق من أعظم الروايات التي كتبت في تاريخ الرواية العربية والعالمية. سيدخل نجيب التاريخ لكن من بابه الضيق، عندما سيكتب رواية كانت كفيلةً بأن تضع حياته على المحك، وتضعه فوق فوهة بنادق الأزهر.

كي أقطع الشك باليقين. رواية ’’ أولاد حارتنا ‘‘ كانت من الأعمال الرئيسية التي على إثرها حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب عام 1988م. هنا يمكننا أن نطرح سؤال مهم جدًا من قبيل هل كان لنجيب أن يحصد هذه الجائزة من دون هذه الرواية؟ قطعًا ’’ لا ‘‘. هذا موضوع آخر لا أحب خوض غماره الآن.

رواية أولاد حارتنا عبار عن صرح ضخم يضم 600 صفحة بالتمام والكمال. استطاع نجيب داخل هذا الصرح أن يجد التوليفة السحرية، أو كي أكون دقيقا، استطاع أن يروض الكلمات والمعاني، وأن تذعن له كما تذعن الأفاعي للساحر. لعب الرّمز دورًا أساسيا داخل الرواية فكان ضالتهُ وملاذهُ، أو المظلة التي تقيه حرارة الإرث الذي كان مادته الأساسية. الرموز هي كالآتي: الجبلاوي، أدهم، جبل، رفاعة، قاسم، عرفة.

الجبلاوي (الله عز وجل)، أدهم (آدم)، جبل (موسى عليه السلام)، رفاعة (عيسى عليه السلام)، قاسم (محمد صلّ الله عليه وسلم)، عرفة (العلم).

ركز نجيب داخل هذه الرواية على الصراع الدائم والقضايا الشائكة، خاصة إذا علمنا أن الجو العام الذي كُتبت فيه الرواية كان جوًا من السماجة بما كان. فالعالم العربي إذ ذاك ومازال لم يجد الترياق الذي سيضعه في مصاف الدول الرائدة. فلا الدّين أجدنا استعماله ولا العلم أجدنا استغلاله. هذا هو جوهر الرواية وهذا هو الوتر الذي ترنّم به محفوظ داخل الرواية، لكن إذا تعمق القارئ في أشياء أخرى سيفقد الخيط الناظم وسيسقط في غيابة التساؤلات من قبيل: هل الجبلاوي يرمز لــ لله أو موت الإله أو موت الدين. وهل أدهم هو آدم عليه السلام. عزيزي القارئ أنت في منأى عن كل هذا، إذا تمعنت في مضامين الرواية وغصت في أعماقها عند ذاك ستصلك رسالة محفوظ.

لا يختلف اثنان حول رؤية قرص الشمس في وسط النهار، كذلك جوهر رواية أولاد حارتنا. لكن أما كان له أن يسوغَ عجينة أخرى. بتعبير آخر أن يوظف رموز أخرى تؤثث ثنايا الرواية وتبعده عن الشبهات والوقوع في المحظور.

---------------

إبراهيم الحمزاوي.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق