يسمعون حسيسها > مراجعات رواية يسمعون حسيسها > مراجعة آيات إبراهيم

يسمعون حسيسها - أيمن العتوم
تحميل الكتاب

يسمعون حسيسها

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

يسمعون حسيسها| أيمن العتوم

تستيقظ على إيقاع طُيور الصَّباح، تفتحُ عينيكَ لاستقبالِ اليوم الذي سيتحدَّد مزاجك فيما تبقّى منه بناءً على صباحِه، تأخذ من لونِ السّماء البهيجِ ما يبعثُ على تسرية النفس وترى النّاس من حولِكَ سائرين إلى أعمالهم بحيَويٍة، تُرسل لك الشمسُ بأشعتها الخفيفة قُبلات تهبكَ سعادة خفيّة، ينطلقُ بصرك إلى الجبال البعيدة فيلفُّك سُكونها، من يُصدِّق أنَّ في هذا الوقتِ ذاته لاقى الكثيرون حتفهم معلَّقينَ على حِبال المشانق، وأنَّهم قبلهُ في أيامٍ سابقةٍ كانت سِياطِ الموت تنهش جُلودهم أو ما تبقى منها ولا تُسلِّمهم إلى الموتِ إلا بعد دُهورٍ من العذاب، من فكَّر يومًا باحتماليةِ وجود جحيمٍ على الأرض يسبِقُ الجحيم الأكبر، وأنّ سكان هذا الجحيمِ شياطينٌ ارتدت رداءَ البَشر بعدَ أن جرّدتهُ من الإنسانية!

تحدَّثت الرواية عن سجن تدمر بلسانِ الدكتور إياد أسعد أحد النّاجين منهُ بعد اتِّهامه بأنه إخوانيّ، فتبدأ رحلته مع سِياطِ القهر والذل والظلم والفِراق وفُصولٌ لا تنتهي من التعذيب استمرت سبعة عشر عامًا وازدادت على من لم ينجُ منها، تُفصل لكَ الصفحات ما مرّ به السجناء حتى تكاد تشكُّ بأنها أوراق، كيف لورقة أن تحمل هذه الجنازير كلَّها، والأغلالُ والسِّياط وأعمدة المشانق وأثقل من ذلك حتّى! لو كانت الورقة تعلم ما كُتب عليها لانهارت من الصرخة الأولى بعد ملامسة السوطِ جسد السجين، لاهترت من نزيف الدِّماء والدُّموع عليها!

رواية أليمة تُطلعك على جانبٍ آخر من العالم، وعلى شريحةٍ أخرى من النّاس الذين يرون نقطة الماءٍ المهدورة بغير هدف جريمة، وبرغيف الخبزِ السّاخن نعيمًا سرمديًّا يُبشِّر بالجنة! يلدُ الحُزن الحكمة، فما أعظمُ من الحكمةِ تلدهُ هذه الصفحات! احتوت الرواية على ألفاظ غير لائقة توضيحًا على ما قابلهُ سجناء تدمر من تعذيبٍ نفسيّ يسبق الجسديّ، فلا أنصح بقراءة الرواية إن كنت أضعف من أن تحتمل قسوة العذاب، أو أصغر من استيعاب الألفاظ.

انتهت المراجعة.

- محبَّتي

instagram acc: @****

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق