ظل الريح > مراجعات رواية ظل الريح > مراجعة Fahad Mandi

ظل الريح - كارلوس زافون, معاوية عبد المجيد
أبلغوني عند توفره

ظل الريح

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كتاب رقم: 03 لسنة 2021

اسم الكتاب: ظل الريح

الكاتب: كارلوس زافون

ترجمة: معاوية عبدالمجيد

الناشر: منشورات الجمل

عدد الصفحات: 551 صفحة

مكان الشراء: المكتبة الوطنية - الرفاع

تاريخ الشراء/الإهداء: 07 فبراير 2021

سعر الشراء: 6 دينار بحريني

الطبعة: الرابعة

تاريخ بداية القراءة: 8 فبراير 2021

تاريخ الانتهاء من القراءة: 13فبراير 2021

التقييم: 5/5

الملخص:

هي بحق رواية مجنونة وتحتاج لقارئ مجنون أيضا !

قارئ له نفس طويل في القراءة لأنه سيكون مشدوهاً بما يجد بين صفحاتها ستسرق تأملاته ووقته .

في رواية «ظل الريح» للإسباني كارلوس زافون ثلاث دوائر متداخلة: حكاية دانيال الشاب الذي يكتشف كتابا عنوانه «ظل الريح» في إحدى المكتبات القديمة في مدينة برشلونة. ثم ملابسات حياة خوليان كاراكس وهو المؤلف الفعلي لـ«ظل الريح». وأخيرا شخصية لاين كوبيرت، الذي يطارد مؤلفات كاراكس ويحرقها بحجة أنها تدعو للرذيلة وتشجع على الشر.

تبدأ قصتها عندما يذهب الطفل (دانيال) مع والده إلى مقبرة الكتب المنسية وهذا هو السر الذي يجب أن يحتفظ به الطفل طوال عمره ، وعليه اختيار كتاب من بين جدران المقبرة فتقع أعينه على (ظل الريح) وباختياره هذا ستتبعه لعنة محققة يجد أثرها كلما مرت أيامه .

حين تتقدم الصفحات نتعرف على شخصيات جديدة بحبكة درامية متسلسلة وبتدرج يخالف كل التوقعات ، هذا الشقي دانيال تتعلق روحه بكاتب الرواية (خوليان كاراكس) فيرغب بالتعرف إليه والبحث عن أعماله الأخرى التي يلحقها الفناء والحرق لأسباب غامضة تتمثل بوجود روح شريرة تتجسد من بين الصفحات وتطارده من حين لآخر.

الإثارة لا تنتهي فلا عجب أن تظل مغرماً بسحرها الأخاذ ورائحة الكتب تفوح من بين صفحاتها، إن مايجعل الرواية غير مملة رغم صفحاتها الكثيرة احتواءها على الكثير من الأحداث بصبغة مختلفة فلها طابع بوليسي دقيق وأيضاً جانب رومانسي مختلف ، صورت لنا ما خلفته الحرب ومزجت الخيال بسطورها، فهي خليط متمازج من المغامرة والحب والجريمة والخيال.

كارلوس زافون لم يكتب سطراً لمجرد الكتابة ولم يستوحي شخصية جديدة لزيادة أحداث متعاقبة فروايته المعقدة والمتشابكة سلسلة أحداث لا تنتهي بألغازها العميقة التي يحاول القارئ فك شفراتها وغموضها.

يعيد زافون تركيب مدينته المحبوبة برشلونة بصورتين: دايستوبيا فاشية يديرها العسكر والبوليس السري من طرف، والمافيا من طرف آخر. ثم يوتوبيا تعيش بوحي من خيالاتها الأخلاقية والنبيلة. ويضمن زافون الوحدة العضوية لعمله بواسطة صعاليك ومتشردين، لا يحتكمون للمنطق، ويعيشون باستمرار على الحد الفاصل بين العقل والوعي الباطن أو اللاشعور. ومنهم فيرمين الذي ينظر للنساء والحب على أنهما وجهان لعملة واحدة. فالمرأة برأيه شكل (دايستوبيا) والحب مضمون (يوتوبيا). وتقوده هذه الفلسفة ليقول عن قلب المرأة إنه آلة معقدة. وهكذا يجمّل زافون صورة الواقع المؤلم بحيل وألعاب غريبة.

الكلام والحوار في «ظل الريح» غاية بحد ذاته، كانت الأصوات الدخيلة ذات مفعول مثمر، فقد عملت على إلغاء الحقائق التي ذكرها بطل الرواية دانيال واستبدلتها بحقائق بديلة. وإذا لم تكن هناك مشكلة في اكتشاف الحقيقة الفنية، على دفعات، فإنه يصعب فهم لماذا أصر زافون على بيع الحقيقة وكأنها وهم. ولنأخذ مصير خوليان كمثال. لقد قدمه زافون منذ الصفحات الأولى على أنه ضحية لمبارزة في إحدى المقابر. لكن كشف في الصفحات الأخيرة أن الميت هو صديقه ميغيل. لقد أغرم زافون بحجب الشخصيات والكشف عنها، مثلما أغرم بتبديل المصائر (أنظر آخر فصل بعنوان: المآلات). ولم يكن معنيا بخط واحد في أسلوب الكتابة. لقد مزق العقد بين الكاتب وروايته، واختار لها أن تضيع في متاهة من الأساليب: كالحواريات والرسائل الطويلة والمذكرات، بالتناوب مع أسلوب المطاردة البوليسية. وكان لكل خط من هذه الخطوط ذاكرة فنية، سرعان ما يمحوها الأسلوب اللاحق. وتناوبت مع هذه الحيلة هندسة المباني. فقد اختار زافون أن تكون على النمط الباروكي، كثيرة الزخارف، ويخيم عليها الظلام وباردة، بعكس جو البلاد الحار، الذي يغلي بالصراع السياسي والعسكري. ورمز زافون لهذا المحور بشخصية فرانشسكو خافيير المحقق السادي، وهو إنسان مجزأ دون موقف أو أيديولوجيا، وكل ما يهمه إلقاء القبض على الضحايا وتعذيبها.

لقد عرف زافون كيف يجعل الذاكرة تغسل نفسها وتنسى معناها، ولم تعد تمثل مرحلة من التاريخ بقدر ما تمثل طورا من أطوار التهيؤ للإلغاء أو النفي، وكأنه يعيد بناء حاضر إسبانيا على أساس من التثبيت والتنظيف. وإسبانيا أو شبه الجزيرة الإيبيرية أساسا هي ملتقى عدة أديان وحضارات، بدءا من الإسلام، وحتى النازية والفاشية. ولذلك فصل زافون الوعي عن المعرفة، مثلما كان عليه أن يفصل معنى تسلسل التاريخ عن ثوابت الحضارة وإدراكنا لها. ولا يمكن أن تستغرب مثل هذا الإجراء من كاتب من نوع زافون: فهو مولود في برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا. وأمضى الهزيع الأساسي من حياته في لوس أنجلوس الأمريكية. بمعنى أنه كان منطقة تنازعت فيها الهويات والثقافات. وبهذه الطريقة أعادت «ظل الريح» للرواية الحديثة أنفاسها الميتة، وخلصتها من مشكلة التقشف بالسرد.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق