ليطمئن عقلي: الإيمان من جديد بمواجهة الإلحاد الجديد > مراجعات كتاب ليطمئن عقلي: الإيمان من جديد بمواجهة الإلحاد الجديد > مراجعة Noor Shroukh

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

لا أظن أن أحداً من القراء سيهتم بمعرفة أية تفاصيل عن حياتي، لكن النتيجة النهائية التي وصلت إليها عبر هذه التفاصيل هي أن قلبي مطمئنٌ بالإيمان، فيما يمتلئ عقلي حتى حافته بالأسئلة.

لا أقول الأسئلة التي لا تجد إجابات، فلديّ إجاباتي التي عادةً ما لا أفرضها على أحد، لكنني لا أجد لها أيّ صدى في الخطاب الدينيّ الإسلاميّ المعاصر. كلّما حاولت أن أبحث في ما يُتَداول من إجابات، وجدتُ إما أفكاراً معلبة مصندقة تبدو إجاباتي قياساً إليها مبالغةً في الشطط، أو إجاباتٍ مغاليةٍ في الحداثة والرغبة في استقطاب الجماهير المعولمة، إلى الدرجة التي تجعلني أتساءل: ألا يقرأ اولئك القرآن الكريم؟ أليست لديهم فكرة عن السنّة؟ وبديهياً، فإنّ إجاباتي في ميزان هؤلاء تبدو متزمتة متشددة.

لذلك فقد سرت في حياتي الفكرية أتلمّس طريقي ما بين هذا وذاك، أجدُ لنفسي أجوبةً أوقن أنها لن تقنعَ أحداً، لأن أحداً لم يعد يبحث عن الحقيقة، بل الجميع يبحث عن "حقائق" إلى صفهم... لذا، فإنّ لا أحد مهتمّاً حقاً بالنظر في الوسط، بين الجهتين المتطرفتين في الاستقطاب، حيث تقف الحقيقة على استحياء...

إلى أن!

وقعت عيناي على عنوان هذا الكتاب... فسارعت لاقتنائه وأبحرت بين دفتيه خلال فترةٍ غير قصيرة، تنتزعني منه مسؤولياتي، فأعود إليه كمغتربٍ يعود إلى الوطن...

هنا، اطمأنّ عقلي لأسباب كثيرة، ربما كان أكثرها مفاجأةً بالنسبة لي قضية موقف الإيمان من نظرية التطور... تلك النظرية التي لم أتمكن حتى قراءة الكتاب من فهم نقطة التعارض المفترضة بينها وبين الدين... ليس أنني لم أسأل، وليس لأنني لم أتلقّ إجابات، ولكن لأن أيّاً من هذه الإجابات لم تحمل تعارضاً منطقياً أو استدلالياً مع الإيمان... لكنني هنا، بين دفتي هذا الكتاب، فهمت العنوان الكبير الي يفترض أن يجيب على تساؤلي: عدم الاختصاص!

سؤال الايمان والإلحاد ليس من اختصاص نظرية التطور... هي فقط تصف آليات الخلق، دون أن تتعرض -أو تستدل- على وجود خالق لهذه الآليات من عدمه.

هنا، بين دفتي هذا الكتاب، اطمأننت بأن إجاباتي التي أجدها لنفسي دون توجيه أو انحيازٍ ولا تحت إشراف أحد ليست ضرباً من الجنون. وهنا شعرت بأن تعاطفي مع بعض الملحدين -التائهين- له فعلياً ما يبرره. هنا شعرت بأن هنالك فعلاً منطقة وسطاً بين جمود الخطاب الديني التقليدي و"مياصة" -وأعتذر عن اللفظ!- الخطاب الديني الحداثي.

ربما شعرت أحياناً بأن الدكتور يغالي في بعض تأويلاته، لكنني عدت وقلت لنفسي: تتركين كل المصائب التي يرددها العالم باسم الإسلام و"تتشاطرين" هنا؟ دعكِ من هذا! امهري الكتاب النجمات الخمس وكفاكِ!

جزى الله د. أحمد خيري العمري خير الجزاء على هذا العمل...

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق