ثلاثية غرناطة > مراجعات رواية ثلاثية غرناطة > مراجعة Rama Almahasneh

ثلاثية غرناطة - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

ثلاثية غرناطة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

-ثُلاثيّة غرناطة/ رضوى عاشور، ٥٠٠ص.

__________________________

عِشتُ في الأندلُس خلالَ رحلتي هذه في ٥٠٠ صفحة. عِشتُ في غِرناطة، ذهبتُ للبيازين، لعينِ الدمع، تخيّلتُ نفسي أمرُّ من أمامِ قصرِ الحَمراءِ المَهيب والحُزنُ يغشى قلبي وأنا أرى جنودَ القِشتالةِ يرفعونَ صَليبًا كبيرًا فوقَ أسوارِهِ ويُثبّتونَ علمَ قِشتالة.

لقدْ كُنتُ مَعَهُم حينَ هَرعوا لساحةِ بابِ الرَّمْلةِ وقَدْ سَرَتْ رجفةٌ في بَدني، إذ رأوا توافُدَ العرباتِ المُحَمَّلةِ بالكُتُبِ التي جمعَهَا الظَّالمونَ منَ المَساجِدِ والمَدارِس مُكدَّسةً فوقَ بعضِها، يُلقونها على الأرضِ وتتطايَرُ كأوراقِ الخَريفِ قَبلَ أن تَحُطَّ بِهدوء. تابَعوا تساقُطَ المصاحِفِ الكَبيرةِ والصَّغيرة تنفَصلُ عنها أغلفتها، تابعوا المَخطوطاتِ المُبعثرةَ وتابعتُ بصمتٍ بَعيدٍ وفي قَلبي نارٌ لا تَنطَفئ.

التَهَمت النِّيرانُ الكُتبَ سطرًا سطرًا، وورقةً ورقةً وكتابًا بعدَ كِتاب.. فحُرِقَ مجدُ المُسلمينَ، ولمْ تَكْفِ دموعُهُم لإطفاءِ اللَّهيبِِ الذي أكلَهُ. تصاعَدَ دُخانُ التَّاريخِ وحَرقَ أعيُنَهَم وخنقَ صُدورهم، وصارتْ قُلوبُهم رماد.

ولقدْ حُرِقَ النّاسِ أيضًا وقُتِلوا لسببٍ أو لغيرِ سَبب.

هُمِّشَ العَربُ المُسلمينَ أقبحَ تَهميش، وتعرّضوا للذلِّ والمَهانة. كتموا إيمانَهُم في قُلوبهم وأظهروا الكُفرَ مُكرَهين. خبَّؤوا العَربيةَ في صدورِهم وحَفظوا آيات اللهِ فيها وعلّموها أبناءَهم خِفية.

رُحِّلوا من بيوتِهم أكثرَ من مرّة تاركينَ وراءهم زيتونًا على الأغصانِ كانَ غرسةً صغيرةً يومًا وضعوها في الأرضِ بأيديهِم، وريحانًا وخُزامى تفتقدُ أهلَ الدَّارِ الذين كانتْ تحتضنهُم، وكُرومَ عنبٍ باتتْ وحيدةً فلا قاطِفَ لها بعدَ اليوم.

ذهبَ مَن ذهب، وبقي مَن بَقِي والأرضُ ما عادتْ هي الأرضَ التي ألِفُوها وكَبروا في أحضانِها.

”-لمْ يَعُد أمامنا سوى الرَّحيل!

-لو تَركتُ لَهمْ أرضي وداري أموتُ كمدًا قبل الوصول...

-واللّٰهِ يا أخي ما يُعذّبني أكثرَ منَ السّؤال: أينَ ذهبَ العربُ والمُسلمون؟

-لا أملَ في النّجاة.

-إذن فهو الرَّحيل..

-لا غالبَ إلا اللّٰه.“

الحَنينُ يَنهَشُ القلوبَ بلا رحمة، ولا وحشةَ في الدِّيار.

وإن لمْ تَعُد الدِّيارُ هي الدِّيار.. وإن ذَهبَ الأهلُ والأحبابُِ ولمْ يبقَ مِنهُم سوى التُّراب.

-النِّهاية.| ٢٢ أيلول-٢٠٢٠

-راما المحاسنة. |Rama Almahasneh

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق