العاشق > مراجعات رواية العاشق > مراجعة أمل سلامة

العاشق - غسان كنفاني
تحميل الكتاب

العاشق

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

مراجعة – العاشق – غسان كنفاني .

" أحياناً يحسبُ المرءُ أن قصةً ما قد انتهت ، فإذا بها تبدأ "

لعل هذا الاقتباس يلخص فحوى القصص الثلاثة التي رواها كنفاني في هذا الكتاب بل انه يلخص قصة غسان الانسان الذي انتهى قبل أن يبدأ ! غسان ذاك الذي تعكس رواياته وقصصه حياته وحياة كل فلسطيني قاوم بشكل أو بآخر حتى بعد مماته !

العاشق - يقدم لنا غسان كنفاني في هذا الكتاب ثلاثة قصص مختلفة بأحداثها ولكن متصلة ومتشابكة بجانب آخر بعيد ربما يدركه القارئ حتى بتكرار الاسماء ذاتها في القصص رغم اختلافها ( قاسم ، زينب ، حسنين ) ، لا يختلف اسلوب كنفاني في هذه القصة عن باقي رواياته فهو لا يزال يتربع عرش لقب " أبو الرمزية " وينثر لنا في كل قصة خيوطاً على القارئ أن ينسجها في عقله ليرتدي الشكل النهائي الذي منع القدر من اكتماله دوماً حتى في قصة غسان نفسه بل في قصة الشعب الفلسطيني كله !

القصة الاولى " العاشق " تلخص القصة عذابات شاب يحاول الهروب من قدره او عقابه بشتى الطرق والوسائل لكنه لا يتمكن من ذلك رغم قوته وصموده واصراره فلا يعود ليتعرف لنفسه التي تتغير مع كل طريق جديدة يسلكها هارباً من قدره ، ويتساءل لو أنه واجه قدره منذ البداية هل حقاً كانت ستؤدي الى النهاية ؟!

القصة الثانية " برقوق نيسان " أحببت كثيراً وصف نيسان والبرقوق تحديداً بكلمات غسان لدرجة انني احسست انهما سيفقدان شيئاً من سحرهما لو لم يكتب عنهما غسان !

القصة تجسد معاناة الثورة والثوار والفدائيين وتجسد ايضاً دور المرأة الفلسطينية المتعلمة المثقفة المقاومة في شخصية " سعاد وقاد "

وأعجبني أيضاً دور الاب الذي أنكر جثة ابنه الشهيد وتنازل عن جثمانه لينقذ الثورة والثوار رغم عدم ارتباطه باي علاقة بهم !

القصة كالأولى تنتهي على غفلة كأن الصفحات قد مزقت أو انتهت قبل ان تكتمل ! تنتهي والقارئ في أشد لحظاته انهماكاً وانغماساً وانتظاراً لنهاية أو حدث يرضيه ، لكنه لن يرضى أبداً .

القصة الثالثة

الأعمى والأطرش

لعلها الاجمل برأيي وفيها الرمزية كانت عالية جداً ، الحوارات رائعة وعميقة ، مليئة بالحقيقة والأسى ، تحكي القصة عن أعمى وأطرش يلتقيان بقرب شجرة مباركة لولي صالح يدعى عبد العاطي يظن الناس ان هذا المكان يحقق المعجزات وأن كل من ابتلي بعلة وجاء متضرعاً بقربها سيشفى من هذه العلة .. وبلقائهما الغريب ، والحوار الأبكم بين أعمى وأطرش تبدأ تلك القصة ولعلها لا تنتهي ،حيث يقرر كل منهما ان يقتل الولي باقتلاعه للشجرة وانهاء هذه الخرافة التي لم تتمكن من عقولهما فرغم فقدان كل منهما لحاسة من حواسه ، اصبح لدىيهم قدرة وحكمة لادراك ما لا يدركه جميع الناس ، تلتقي شخصيتهما مع شخصيات اخرى كل منها ترمز لشئ معين ، أحد هذه الشخصيات هو الولد " حمدان " الذي يؤمن بالأولياء ويحاول أن يمنعهما من ارتكاب حماقة وقطع الشجرة ! تتقاطع القصة مع قضية اللاجئين والثوار وقادة ثورة 1967 ومعاناة اللاجئين والحلم بالعودة الذي لم يتبدد رغم حجم الألم المتجسد في حروف كنفاني .

ملاحظة : تم تكرار ذكر قرية الطيرة المحتلة في الكتاب في اكثر من قصة ولعل لهذه الرمزية شأن في نفس الكاتب أو أنه أحب أن يجسد شأن وذكرى هذه القرية في قلوب قرائه .

أربع نجمات من أصل خمسة لجمال حروف غسان كنفاني ، لعل تلك النجمة خفت ضوءها وبقي مشتعلاً مع الحرقة التي أصابتني عند تلك النهايات التي لم تنتهي !

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق