النصوص المحرمة ونصوص أخرى مترجمة > مراجعات كتاب النصوص المحرمة ونصوص أخرى مترجمة > مراجعة Ammar H. Mahammad

النصوص المحرمة ونصوص أخرى مترجمة - مالكوم إكس وآخرون
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

مراجعة كتاب

النصوص المحرمة

و نصوص أخرى مترجمة

لمالكوم أكس و آخرون

ترجمة حمد العيسى

عدد الصفحات : 309 صفحة

هذا كتاب جميل تترك قراءتُه في النفس أثراً طيباً للغاية. قد يستغرب القارئ في البداية أن يجد المؤلفين الذين ترجمت بعض أعمالهم في هذا الكتاب ينتمون إلى ميادين مختلفة جدّ الاختلاف، فمنهم المناضل السياسي، وعالم اللغويات الشهير، والمصلح الاجتماعي، والمؤرخ، ورئيس جمهورية سابق، وعلماء أفذاذ، وروائية، ومغنّ شعبي، وشاعرة.

فما الذي يمكن أن يجمع بين هؤلاء جميعاً ؟! و

هل هناك من القضايا ما يمكن أن يكون هماً مشتركاً لهم ؟!

ثم ما الذي يدفع كاتباً عربياً أن يترجم كتابات لهؤلاء جميعاً ويجمعها في كتاب واحد ؟!

على أن استغراب القارئ لن يطول؛ إذ بمجرد أن يقرأ فصلين أو ثلاثة سيدرك أن شيئاً هاماً يجمع بين أغلب فصول الكتاب، وأن هذا الشيء هو الذي يجعل الكتاب جميلاً، ويجعله يترك هذا الأثر الطيب في النفس. من الممكن أن أعبر عن هذا الشيء الهام والمشترك بين أغلب فصول الكتاب بتعبيرات مختلفة، ولكني سأختار منها هذا التعبير، الذي أرجو أن يوافقني مالكوم عليه صاحب الكتاب ، وهو « النظر إلى السياسة أخلاق ».

لقد تعودنا أن ننظر إلى السياسة على أنها وسيلة الوصول إلى هدف، بصرف النظر عن الطبيعة الأخلاقية لهذا الهدف. والسياسة كثيراً ما تُعرّف بأنها « فن الممكن »، ووصف عمل ما بأنه « ممكن » أو « غير ممكن » لا يفترض شيئاً يتعلق بأخلاقيته أو عدم أخلاقيته.

والسياسة كثيراً ما تُفهم أيضاً على أنهما ممارسة القوة، والقوة بدورها قد تستخدم التحقيق هدف أخلاقي أو غير أخلاقي. لهذا السبب نجد أننا عندما تصادف شخصاً أو مؤسسة أو حكومة تتعامل مع قضية سياسية وكأنها قضية أخلاقية، فتخضع العمل السياسي لمعايير أخلاقية، نستغرب هذا عادة أشد الاستغراب، وإن كنا على الأرجح نشعر أيضاً بالإعجاب والتقدير، ونتمنى لهذا الشخص أو لهذه المؤسسة أو الحكومة النجاح في ه ذه المهمة الصعبة، وهذا العمل البطولي وغير المألوف، وأقصد بهذا العمل البطولي وغير المألوف « ممارسة السياسة كأخلاق ».

إن ممارسة السياسة كأخلاق ليست فقط عملا غير مألوف، بل ما أكثر ما نصادف عكسه بالضبط، أي « مارسة الأخلاق كسياسة » . فما أكثر ما يستعمل السياسيون شعارات أخلاقية لتبرير أعمال السياسة هي أبعد ما تكون عن المبادئ الأخلاقية المستقرة، فيتكلمون مثلاً عن حقوق الإنسان لتبرير انتهاكها، وعن السلام لتبرير الحرب، وعن العدل التبرير الظلم، وعن المساواة لتبرير القهر.

فإذا كان الأمر كذلك ؛

فكيف لا نشعر بالتقدير والإعجاب العميقين، بل والرهبة والخشوع أحياناً، إزاء رجال ونساء تصدوا للقضايا السياسية وكأنها قضايا أخلاقية تصلح لأحكام الضمير الإنساني، وحكموا على الأعمال والإجراءات السياسية وفقاً لاتفاقها أو اختلافها وما يقضي به الحسن الأخلاقي السليم.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق