حليب اليف شفق الأسود... وحبرها الملون...
كلما قرأت عنها وجدت كلاماً عن "اكتئاب ما بعد الولادة"... لكن ما قرأته أكد لي أفكاري السابقة عن اكتئاب ما بعد الولادة، وكيف انه حالة عقلية وذهنية تأتي كنتيجة لمقدمات او تسلسلاتٍ ما، وليس مرضاً حقيقياً...
ما رأيته في رحلة اليف لم يكن رحلة عبر اكتئاب ما بعد الولادة، وانما رحلة امراة خارجة عن القوالب المألوفة - او لنقل انها تحمل في داخلها عدداً من هذه القوالب- للبحث عن ذاتها الحقيقية...
لماذا احببت الكتاب؟
اولاً، كما وصفتها بثينة العيسى في احدى مراجعاتها، اليف "حكواتية بالفطرة". تستمتع ببناء الاحداث. تصنع شخصياتها وتفنيهم وتنتقل بهم عبر اقاصيصها بسلاسة. كيف لك اذاً ان لا تستمتع بسرد الاحداث في روايتها؟
ثانياً، اليف ابحرت بنا في عالم من النساء الثائرات... بعضهن بخجل، وبعضهن بفجاجة، الا ان ما جمعهن هو الرفض الحاسم للتقولب بالاشكال المفروضة. رفض حقيقي وليس فقط حباً بالظهور. رفض تمخض عن اعمال ابداعية. او انتحار. لم تكن تلك النساء تهدفن فقط لكسب اللايكات او المتابعين، ولا كن تتغذين على اللغط المثار في "السوشال ميديا".
ثالثاً، المجاز! اعترف بأنني قارئة تعشق المجاز. وحين يكون المجاز محكماً ومنطبقاً بسلاسة على ما يجيزه فاني اشعر عند القراءة بمتعة تعادل متعة قرمشة كعكات الشوكولا مع كوب من القهوة المبيضة بالعسل!
اليف شفق، كلما قرأت لها اكثر، احببتها اكثر.