من حديث النفس > مراجعات كتاب من حديث النفس > مراجعة To Da

من حديث النفس - علي الطنطاوي
أبلغوني عند توفره

من حديث النفس

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

غلب الحزن قلب الطنطاوي ففاض به قلمه. كلما بثّ أشجانه وحكى عن أشواقه وعجزه كلما انقبض قلبي وتفتقت علي مواجعي.. لذا لا أنجذب للقراءة عن الآلام والأحزان والوقوف على أطلال الماضي.. أرى أن الشيخ رحمه الله في كتابه هذا حبيس ماضيه..

من منا لا يحن الى أيام ولت كان لها لذة لا تضاهيها لذة؟ ولكننا إن بقينا نتغنى بها لاهين عن حاضرنا ومستقبلنا لأقعدتنا عاجزين لا نألوا على شيء إلا بكاء الماضي..

لا أرغب بقراءة ما يوجع صدري ويذكرني بآلامي.. لا أحب نبرة الحزن ولا آهات العاشقين ولا نحيب المنتحبين..

صحيح أن الإنسان لا يملك إلا تذكرها بين كل حين وآخر، لكنني آثرت دفن أحزاني داخلي، لا أبوح بها ولا أحاول تذكرها.. لأن أثرها لن يكون علي فقط بل على السامع.. ستفتق مواجعي وتحزن وتيئس سامعي..

صحيح كما قال، إن حديث عن النفس لثقيل على الناس. فلنغلب أحزاننا ولنسكت حنيننا بتذكر الآخرة و فناء هذه الدنيا. لنجعل قربنا من الله هو الدواء لجراحنا.. شكوانا لخالقنا هي المعين لنا فهو من يبث الصبر والقوة في قلوبنا وهو أعلم بكل أحوالنا..

هذا لا يعني أني انتقد الشيخ رحمه الله، ولكن برأيي أقول: إذا كنت كاتباً شيئاً فلتكتب ما يمهد للمستقبل وما يشعل جذوة العمل ويحيي في النفس التفاؤل. حتى لو كان حديث نفس.. فالتنتقِ منه زهوراً مفتحة لتنشرها، لا جروحاً مفتقة..

طبعاً ليس كل الكتاب على هذا المنوال، وإنما أتحدث عن الإنطباع الذي علق في ذهني منه، وإن كنت مررت ببعض القصص الطريفة الظريفة التي ارجعت لي ذكرى روحه المرحة رحمه الله.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق