يسمعون حسيسها > مراجعات رواية يسمعون حسيسها > مراجعة Nàdjwá

يسمعون حسيسها - أيمن العتوم
تحميل الكتاب

يسمعون حسيسها

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

#يسمعون_حسيسها

#أيمن_العتوم

مراجعة

#القيامة

أما أولئك الذين قامت قيامتهم....

و جاوزوا صراط جحيم تدمر.....

من تحتهم كلابيب الزبانية.....

تتخطفهم السياط من كل جانب...

تنهش عظامهم قبل لحومهم الشياطين .....

تشرب من دماءهم الزكية مصاصي المغول في ليلة بغداد الحمراء......

مروا كبرق خاطف أو ريح عاصف....

إعدوا كسيل جارف بلغ الأنهار.....

إلى مثواكم مستبشرين لا خوف عليكم و لا تثريب.....

فأولئك هم الأقمار بل هم أبلج .....

فكيف للقمر ان يحبس.....

و كيف للبدر ان يشق....

و كيف للنور ان يمسك.....

و كيف للنجوم ان تطمس......

فهالات نوركم تحرق قلوبهم قبل العيون..

فهيهات تمسكوا بالروح فان الروح من أمر ربي ...

و الله أكبر .....

ماذا فعلت بنا يا عتوم ؟!!!

بعد آخر سطر من الرواية و آخر نقطة و بعد علامة التعجب تلك التي رسمعت على وجه إياد الأسعد ، ظللت ساكنة لم يرتد لي عقل و لا قلب فقد فقدتهما بالكامل و لبسني جلد إياد و أطرافه و عظامه ... و ظلت تطاردني ذاكرة إياد في شرودي ، لا أدري هل إنحبست الدموع في المقل أو إنهمرت مع كرة من الغصة ظلت تتدحرج في البلعوم ، لم أقوى على النهوض من مجلسي خلت أن قدماي لم تعد تحملاني ، تحسست أطرافي أبحث عن موقع الألم الذي تركته السياط و الكلابيب ، ثم نظرت لنافذة الغرفة ما لي لا أرى النور ، أين الفضاء الفسيح أين الحياة التي أعرفها لا بل التي اقرأ عنها عفوا ليست كالحياة ؟!! أو كأنها هي !!! ثم جربت الكلام هل تخرج الكلمات ؟! هل ينطلق لساني ؟! عل عقد ؟!! بعد سبع شهور العزلة هل كانت أسناني هي السجان ام انا ذاتي مسجون؟!!

اذا قيل ان الصورة أبلغ من الكلمة ، فإن كلمات العتوم يطيش بها الميزان !! ان الفلك الذي تسبح فيه كلمات العتوم و عباراته البارعة في الوصف ، القادرة على تفصيل ثوب المجاز و إلباسه و إسباغه بالالوان الزاهيات، و منح الحياة للجمادات بإنطاق العصافير و الفراشات و أحيانا بغرابيب سود سواد ظلمة قبور السجن و المعتقل ، كل ذلك لهو أوقع في نفس القارئ و أبلغ في نيل المراد فقد أخذنا تعبيره على ريشة في جناح طائر ، و في هبة نسيم عابر رغم انها تحكي وجع سجين غائر!!!

فكل مفردة وردت في الرواية تصف حالة العتوم حتى لو لم يقلها ، الا أنها تظهر بجلاء انها ولادة قيصرية تنبئ بآلام خروجها من صلب عينيه قبل قلمه و اكتوائه بها قبل ان تصل نثارة رمادها و هي مخففة إلى القارئ فكيف و هي في لهيبها بين يديه ؟!!! فتكون على ما هي عليه وخز و وجع حد الموت ثم لا نموت بعدها إلا ليسعفنا بين السطور بما جادت به حديقتك الغناء، يسمعون حسيسها عفوا!! بل عشنا حسيسها فعلا.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق