هكذا خُلقت > مراجعات رواية هكذا خُلقت > مراجعة Lamia Alghazaly

هكذا خُلقت - محمد حسين هيكل
تحميل الكتاب مجّانًا

هكذا خُلقت

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب مجّانًا
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

على الرغم من اني قرأتها منذ ثلاث سنوات إلا أنني استغرقت فيها وكأنني اقرؤها للمره الاولى.. ولم اتردد لحظه في ان اعيد قرائتها عندما وقعت عيني عليها منذ يومين وذلك لما تركت داخلي من أثر أول مره..استوقفتني واقعيتها وسلاستها ومدى الدقه والصدق في طرح المشاعر المتضاربه بداخلنا نحن النسوه.

ابهرتني جراءة بطلتها في سرد الأحداث التي تدينها واعترافاتها باخطائهاوغرورها وكبرها امام نفسها وأمامنا..ابكتني وأثارت حفيظتي، وغيظي تارة وشفقتي عليها تاره اخرى..حملتني همها وحلمت بها ولمحت في دواخل نفسها ما أراه والمسه واستشعر به داخلي وداخل معظم النساء من حولي ...

وأكثر ما شد انتباهي في هذه القصه الواقعيه، التغيير المجتمعي الذي عاشته بطلتها خلال خمسين سنه تقريبا هي الفتره الزمنيه من طفولتها حتى توقيت سرد قصتها ،وما له من تأثير على نظرة المجتمع للمرأة وتقبله لظهورها وإخراجها من ذلك القمقم الذي ظلت النساء محبوسات داخله لقرون طويله.

هذا التطور الذي كان له اليد العليا في رسم خطوات صاحبة الروايه وتغير وتبدل شخصها وطباعها وقناعاتها وتطلعاتهاوهوما كان له الأثر الشديد في تحول رضاها عن بيتها و زوجها إلى سخط كامل.هذا التطور المجتمعي من وجهه نظري المتواضعه- و بالرغم من اعتراضي سابقا على ما سأقر به الآن- إلا أن الانفتاح والتمدن وشعارات المساواة التي قاتلت من أجلها جداتنا وأمهاتنا في زمنهم ، كان له عميق الأثر في شتات عدد لا بأس به من الأسر.

واول المفاسد من قرائتي للروايه ظهر بالاختلاط، وكم افسد بيوت كانت عامره وكم ودمر عائلات كانت مستقره ،وأدار عقولا وامال اهوائا كانت هادئه مستقرة مستكينه والأهم انها كانت راضيه..كان الأزواج راضون بزوجاتهم وكذا النساء مكتفين برجالهم.. ربما لم يكن هذا الرضا نابعا من قناعه اكيده لكنه على الأرجح رضا المغلوب على امره، فمع انعدام البدائل لا مجال إلا للرضا بالمقسوم...

وهذا تحليلي لما حدث مع صديقتي البطلة فمنذ أن انفتحت وأقبلت هي و زوجها على الحفلات والسهرات والصداقات المشتركه ،منذ أن اصبح عاديا ان يزور الرجال مخادع النساء وترقص الزوجات مع غير ازواجهن، عندما اصبحت الأخلاق تأخرا.. والقيم تخلفا..والعادات تراجعا..

خسرت هي بيتها وتسببت في الم غيرها وتكبرت وطغت في العناد ، تخبطت وتألمت وتبدلت سعادتها تعاسه وشرود..ولربما كانت هي محظوظه كفايه ان استقرت حياتها من بعد شتات وهو ما لا تضمنه اي زوجه تقرر أن تسلك منحاها في التعنت..

رحمها الله حية او ميته ولها مني كل تقدير على صدقها وصراحتها في محاسبه نفسها وتقديمها عبرة لمن يعتبر

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق