راوية الأفلام > مراجعات رواية راوية الأفلام > مراجعة أحمد فؤاد

راوية الأفلام - إيرنان ريبيرا لتيلير, صالح علماني
تحميل الكتاب

راوية الأفلام

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

رغم أن هناك الكثير ممن لا يحبون الأدب اللاتيني، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن أكثر ما يُميّز الأدب اللاتيني هو الروح. هذه الحياة التي نشعر بها في حروف الكُتّاب اللاتينيين بسردهم المفعم بالحيوية، لعلّها سخونة دمائهم التي تظهر في عروق حروفهم!

يبث هذا فينا نوعًا من الاضطراب، لأننا نتماهى في عوالمهم؛ ونفقد في بعض لحظات هذا التماهي القدرة على الإجابة "هل نحن بالفعل لاتينيين؟!"

لماذا يحدث هذا؟ لوهلة ظننتها التفاصيل، وهي إجابة صحيحة بكل تأكيد، إلا أنها ليست شافية، ليست دقيقة، هناك العديد من المبدعين – الروس أو الغربيين- الذين يمدوننا بالتفاصيل، بل قد يكونوا هم الأفضل في هذه النقطة. إذاً لماذا التفاصيل؟ لأن المعيار هنا ليست التفاصيل ذاتها... بل نبضها!

نعم... هذه التفاصيل حيّة... هذه التفاصيل تحمّل داخلها ألف حقيقة عاشها الكاتب. شعرت بذلك بروحي منذ أن قرأت كلمات الرواية، وقبل أن أعرف أن الكاتب عاش هناك في نفس المناطق.

لكن براعة إيرنان ريبيرا تيلر تتمثل في اختزال مُبهر لمشاعر ووقائع يكتبها في كلمات قليلة لكنها حيّة! يزرعها داخلك فإذا بها تقتحم ذاتك وتفجّر ينابيع الألم والحزن وتتركك مع أسئلة لا تنتهي، تحث خيالك اللاهث كي يرى صندوق ملابس ماريا، وصوتها ورقصتها، تثير داخلك كل الشجن إلى الأصوات الإذاعية والحنين إلى سماع الحكايات، تجبرك أن تشعر بدفء العلاقات رغم كل الفقر الذي يحيط بالشخصيات التي تحاول الحياة.

لكن كل ذلك في رأيي لم يكن ليصل لنا إلا بسحر صالح علماني، الذي ترجم هذه الرواية القصيرة، مستخدمًا أجمل الكلمات والأساليب من لغتنا العربية الرائعة، ليمنح للنص عُمقًا أكبر ليكون أكثر التصاقًا للنفس.

فقط تمنّيت أن أستمع ولو لمرة لحكاية من حكايات الحورية دلسن.

تقييمي للرواية 3 من 5

أحمد فؤاد 13 تشرين الأول – أكتوبر 2019

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
اضف تعليق