العنكبوت > مراجعات كتاب العنكبوت > مراجعة Nàdjwá

العنكبوت - د. مصطفى محمود
أبلغوني عند توفره

العنكبوت

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية العنكبوت للدكتور مصطفى محمود.

في البداية يجب اعطاء لمحة او نبذة عن الكاتب فهو دكتور و فيلسوف و أديب مصري ، أنشأ الرجل في صغره معملا صغيرا في بيته يصنع فيه الصابون و المبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات ثم يقوم بتشريحها ،و حين التحق بكلية الطب اشتهر باسم (المشرحجي) و ذلك نظرا لوقوفه طوال اليوم امام اجساد الموتى طارحا التساؤلات حول سر الحياة و الموت و ما بعدها .

هذا التقديم من شانه ان يضعنا في الصورة لنفهم عمق الرواية و خيالها العلمي و كذا المصطلحات العلمية الدقيقة الواردة بشكل كبير بين سطورها و حتى الفلسفية منها و تساؤلات الحياة و الموت.

تنتمي الرواية، او هي في نظري قصة طويلة، الى ادب الخيال العلمي حيث إهتم الكاتب بايصال فكرته اكثر من بحثه عن تجميل اللغة و المحسنات البديعية فيها لهذا جاءت الرواية زاخرة بالمصطلحات العلمية المخبرية و بادق التفاصيل مع وصف دقيق لمعمل طبيب مشرح و ادواته التي يستعملها ، بالموازات لذلك جاءت ايضا زاخرة بالافكار الفلسفية الوجودية العميقة الباحثة في حقيقة الحياة و الموت و الطامعة في ايجاد اكسير الحياة المنشود قديما و حديثا.

في البداية ظننت ان فكرة الرواية تدور حول استقطاب او اعادة بث الارسال و التقاط للحوار او الحديث الذي دار بين اثنين او اكثر من الناس عاشو في حقب عابرة و ذلك عن طريق نوبة صرع تحدث للمريض، لكن تطورت فكرة الرواية لشيء اكبر و اعمق و ارعب الى فكرة تناسخ الارواح او قل استحضار الارواح في شكل يتجسد في الشخص المحقون بسائل ازرق (اكسير الحياة فيما بعد) و لكي نفهم كيف حدث ذلك يقودنا الكاتب الى تقفي اثر دميان الذي استطاع من خلال تجاربه المريعة و المعقدة من الوصول الى فكرة الانتقال عبر الزمن او بصفة ادق استحضار اشخاص عاشوا و ماتوا منذ زمن و ذلك عن طريق اكتشافه لوظيفة عضو من أعضاء المخ (الجسم الصنوبري) و ذلك بعد التنبيه الذي يصله عن طريق حقن الشخص رسائل ازرق و من ثمة تعريضه لشحنات كهربائية بصفة دقيقة ليستلقي هناك على كرسي يشبه كرسي طبيب اسنان لتبدا بذلك رحلته عبر الزمن و استحضار اشخاص او حتى جماد اصبحت اجسادهم رفاة ، فإذا بالشخص يتحول إلي حاسة سمع مرهفة.. عين تري خلال الماضي، أي آلة زمن لا تنقل الجسد بل الروح هي التي تطوف.

اسلوب الكاتب رائع مشوق جعلنا ننتظر تفاصيل الاحداث و نبحث معه عن الحقيقة و نتمنى في لحظات ان يعثر على المهندس دميان، ثم حبسنا انفاسنا حين اختبئ الدكتور م. داود وراء الفارافان ، ثم كدنا ان نضغط زر الكهرباء كي ينجو مريض القاتل دميان ، فعلا مشوقة و بطريقة بولوسية استطاع الكاتب جعلنا ننتظر الآتي ، غير ان الصدف المتتالية في تفاصيل القصة اثرت نوعا ما على مصداقيتها لكنها بالنهاية رواية.

اقتباسات

"هل ممكن ان تعيش الاصوات في الجو هذه السنوات حتى تجد وسيطا فتعود لتبعث من جديد على لسانه..... ، ام انها صرخة الارادة المتشبثة بالحياة هي التي اعطت لهذا الماضي الذي انعدم رخصة الحياة من جديد...

هل هي معجزة ارادة.... و صرخة اصرار ؟

و ارادة من ؟!"

"هذه الترجمة التي يترجم بها مخنا كل المؤثرات التي تصل إليه هل هي ترجمة صحيحة؟

هل الماء لا طعم له؟

وهل الليل أسود، والنهار أبيض؟

أم أنها إحدى الصور الممكنه بين الممكنات لاعِداد لها؟

هل يمكن أن يكون لهذا العالم شكل آخر؟

وهل يمكن أن نراه على صورة أخرى أكمل وأشمل وأصدق؟

إن السر في المخ."

"ان ما تراه العين في هذا العالم ليس الفرد و لكن تاريخه.... انها ترى حجمه و زمنه ، و الزمن في هذا العالم ليس يدرك بالبداهة.... و انما هو بعد حقيقي تراه العين... "

"ماذا نكون نحن في عمر الدنيا حتى ندعي الاحاطة بكل شيء ،هذه دنيا طلاسم... كلها طلاسم. "

تقييمي للرواية 🌟🌟🌟🌟 من اصل خمسة نجمات لولا الصدف الكثيرة بالرواية.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق