لعل فكرة الرواية قديمة وطرحت من قبل إلا أن نجوى بن شتوان قدّمت في هذا الكتاب سيرة مدينة يجهل الكثير منا عن تاريخها وعن المعتقدات والتقاليد التي يحملها أهل هذه البلدة. لتصيغها لنا نجوى بكل بساطة وبكل ألم .. الرواية التي جعلتني في خلال يومين نفسي مشدود وأنا أقرأ عن التاريخ الأسود والذي لا يزال أثره باقي.
" زرائب العبيد " الكتاب الذي استفتحه نجوى بعنوان رمزي موضحة لنا عن جحيم ذلك المكان المروع و نظرة الإنسان إلى العبيد على أنهم حيوانات خصصت لهم زرائب، مصورة لنا عن ذلك المجتمع الذي يفرض قوانينه ومفاهيمه للحرية المرتبطة بالشكل واللون والاقصاء التهميشي الفضيع نحو " السود " دون أي احساس بالإثم. متحدثة لنا الكاتبة عن مدى عمق الوحشية التي تتلبس في باطن الإنسان لدى الإنسان الآخر وعن الحب المحرم الذي ربط بين تلك الجارية وسيدها.
الرواية التي تجعلك بعد الانتهاء منها تصرخ أين الحرية وأين العدالة التي ماتت في قلوب الناس حتى أصبحت الوحشية تحتل بمحل العدالة لتخل بذلك الميزان.