عائد إلى حيفا > مراجعات رواية عائد إلى حيفا > مراجعة Fatima Rashid

عائد إلى حيفا - غسان كنفاني
تحميل الكتاب

عائد إلى حيفا

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

عائد إلى حیفا – عمل روائي للكاتب المناضل الشھید غسان كنفاني.

تتحدث الروایة عن مأساة عائلة فلسطینیة، اضطرت للنزوح مع آلاف الأسر من مدینة حیفا بعد غزوھا من قبل الصھاینة، لكنّ المأساة لا تقف عند النزوح وحسب؛ إنما تتجاوزھا إلى مصیبة ظلت تحفر في قلوبھم طوال عشرین عامًا، فلم تتمكن تلك العائلة من حمل ابنھا "خلدون" ذو الخمسة أشھر وظل وحیدًا خلفھم.

في ھذا العمل استنطق غسان كنفاني شخصیاتھ بحیث جعلھا تعبّر عن أفكارھا ومعتقداتھا وقناعاتھا المتناقضة، فالشخصیات ھي محور العمل الأدبي وھي التي ترسم أبعاد القضیة، فنجد "دوف" أو "خلدون" الشخصیة الضحیة المتزعزعة، فاقدًا لھویتھ، منسلخًا عن دیانتھ ومتنكرًا لعرقھ وأبویھ. أمّا "میریام" فتتضارب إنسانیتھا مع عقیدتھا، فھي ضحیة صراع إیدلوجي أزلي.

في حین نجد "سعید.س" الرجل الحیفاوي بعفویتھ وطیب معدنھ متمسكًا بحب الأرض والوطن، لا یحید عن المبدأ والقضیّة.

اھتم غسان في ھذا العمل بالأسئلة النابضة في أعماق شخوصھ، وأنا أرى أنھ جعل –في جزئیة ما- فلسطین تتكلم على لسان "دوف" وكأنّھا تعاتب بخیبة خروج أبنائھا

عنھا وتركھا للمحتل، خصوصًا عندما كرر لفظة "عاجزون!" ویستدلنا على ذلك قول سعید لزوجتھ صفیّة عن حیفا: "كنت أشعر أنني أعرفھا وأنھا تنكرني"، وتوالت الأسئلة الداخلیة والحوارات النفسیة عند سعید التي تمثّل القضیة والإنسان، ملیئةً باللوم والتوبیخ والحسرة، وانصبّت انصبابًا على ھیئة ذكریات بین الحاضر والماضي.

غسان استنطق الأرض كما ذكرت سابقًا، لیس فقط الشخوص كما یرى البعض؛ إنما ھو استنطق الأرض من خلال الشخوص التي ملأھا بالحیرة والقلق والتوتر كما ھو الحال عند میریام، واستنطقھا غضبًا وثباتًا عند سعید، واستنطقھا صبرًا وجرحًا عند صفیّة، وخیبًة وضیاعًا عند دوف، واستنطقھا أملاً في صورة خالد، فھذا العمل عمل إنساني بحت لا یحمل سوى القضیّة، فلا یمكن أن تتحدث الشخوص إلا من خلال قضیة، والقضیة ھنا فلسطین.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق