الكتاب: كافكا على الشاطئ
الكاتب: هاروكي موراكامي
النوع: رواية
الصفحات: 621
---------------
رواية تتأرجح بين الواقعية والخيال، بين الجسد والروح، بين الحياة والموت، رواية ألقى فيها الصياد المحترف "هاروكي موراكامي" شباكه واثقًا من كل أعماقه أننا سنقع في حبالها. إذ اشتملت الرواية العديد من المواضيع من تاريخ موسيقى أدب أساطير، الفلسفة وعلم النفس .
ستجعلك الرواية تتخدر مع بدايتها، وتعلّقك بأولى صفحاتها فتجد نفسك منقطعا عن العالم الخارجي.. ستحاول بكل جهدك استجماع قوتك للمضي في هذه الرحلة الغريبة المشوقة والمليئة بالجنون، فلا تستطيع، لأن الكاتب لم يكتفي بدورنا كقرّاء ومتابعين لأحداث الرواية ، بل أصر على سحبنا إليها لنصبح إحدى شخصياتها كما يريد هو أو كل شخصياتها !! ، فنتألم بتألمهم ونبكي ببكائهم ونفرح بفرحهم ونسترخي باسترخائهم ،وربما نجلس على الشاطئ معهم.
سترى بعيني "كافكا" جمال ورزانة الآنسة "ساييكي" وتشم بأنف "نكاتا" رائحة البحر البعيدة وبالفراغ الذي شعر به في أول يوم له في المكتبة .
الأحداث في الرواية جائت بأسلوب سردي يتجلى بعفوية ويجبرك على أن تقرأ أكثر لتعرف أكثر، ومع قطعك للمزيد من الفصول تدرك أنه رغم توازي الأحداث وترابطها، إلا أن كافكا ونكاتا كانا متصلان بعلاقة ما، وبشيءٍ خفي يربط بين جوهرهما ، فنذهب بعيدًا إلى أعماقهما لتتشابك خيوط الوهم والخيال بالحقيقة والواقع؛ ليتعانق الموت والحياة .
ستكتشف بُعدين بين كافكا ونكاتا بعدين غريبين متوازيين لا يتلاقيان..
حتى تأتي الآنسة ساييكي التي تفتح البعد الثالث حيث يلتقي البعدان فيندمجا؛ لتفهم فلسفة عن الحياة من نوع آخر .
ذلك التلاقي بين كافكا ونكاتا، بل بين كافة شخصيات الرواية - بعد تأملنا فيها - يوضّح لنا أن وجودنا لا يتوقف علينا وحسب، بل لكلّ منا دائرة واسعة ؛ شخوص وأحداث وأزمان تساهم في وجودنا حتى ولو كنا في منفى أو كنا في وادٍ معزول .
رواية تدفع كل واحد منا للبحث عن ماهية الحب، ومعنى الموت.
تحثك في تغيير حياتك ونفسك لتبدأ رحلة البحث عن جوهرك الضائع وسبب وجودك المجهول، وعن نصف ظلك المفقود .
#مراجعة_مكتبجي
#مكتبجي 📚👤