جسر على نهر درينا > مراجعات كتاب جسر على نهر درينا > مراجعة زينب مرهون

جسر على نهر درينا - إيفو أندريتش, سامي الدروبي
أبلغوني عند توفره

جسر على نهر درينا

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.1
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الحياة معجزة لا تفهم، فهي ماتنفك في تبدد و ذوبان، ولكنها تبقى وتستمر قوية «كالجسر الذي على نهر درينا» . )

ما بين البوسنة والصرب نهرٌ يتدفق من الحكايا..حكايات حُفرت على الجسر و في ذاكرة أهل فيشغراد لتترك في نفوسهم أثراً لا ينمحي ولايزول..من خلال هذه الملحمة التاريخية استطاع إيفو أندرتش أن ينقل لنا سيرة الجسر الذي ربط بين البوسنة والصرب إقليمان في مدينة الإمبرارطورية العثمانية، الجسر الذي يحكي تاريخ البلاد من القرن السادس عشر حتى عام 1914..برغم الجمال الفذ الذي يتميز بجسر نهر درينا، والذي يتبدى في كل قسماته وفي جميع مراحله فإن أفواج البشر التي عبرته خلال تاريخه الطويل كانوا يمتلئون بالأحلام والأفكار والأحقاد، ليصبح هذا الجسر مسرحاً وشاهداً بالكثير من الحكايا والأحداث..يبدأ الكاتب في الفصول الأولى بتعريف الجسر بوصف حسي ليأخذنا في رحلة سفر حقيقية، ثم ينتقل بتعريف شخصية من بنى هذا الجسر ومتى بُني، ممهداً للقارئ قصص الأمهات اللاتي انتزع من حجورهن الأتراك أبنائهن بإسم ضريبة الدم المريعة من أجل أن يصبحوا جزءاً من الجيش التركي، لم يكتفي إيفو أندرتش عند هذا الحد من الوصف المؤلم، بل تطرق بالحديث عن سيرة ( عابد آغا ) الذي عهد إليه الوزير بالإشراف على تنفيذ بناء الجسر ومعاناة أهالي فيشيغراد من سطوته واستخدام وسيلته التعذيبية ( الخازوق )، الوسيلة التي هددت حياتهم وأمنهم وجعلتهم في رعب دائم..إن أكثر ما ميّز في هذا الكتاب القصص التي مزجت بين ماهو واقع وبين ما هو من صنع الخيال، فوراء كل قصة من الأقاصيص حادث واقعي أو اسطورة تناقلها أهالي فيشيغراد، القصص التي أعطت حواراً متماهياً بين الجسر والنهر المتدفق الذي لا ينضب..إن أكثر ما يجعل من هذه الرواية متفردة، رسم الصور الإنسانية في أعمق أعماقها و التي أبرع في نقلها إيفو أندرتش..على الرغم من التفاصيل الكثيرة التي أعطت رتابة على الكتاب إلا أنّ هذه الرواية ما أن تنتهي منها لن تُفلت من ذاكرتك..رواية تستحق القراءة..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق