الخلافات السياسية بين الصحابة > مراجعات كتاب الخلافات السياسية بين الصحابة > مراجعة مقداد درويش

الخلافات السياسية بين الصحابة - محمد بن المختار الشنقيطي
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

كتاب مقتضب يتناول موضوعًا حسّاسًا أحجم عنه الكثير من المحدّثين والفقهاء والتاريخيين

اعتمد فيه الدكتور الشنقيطي على أطروحات ابن تيمية بشكل أساسي

لأنه أخضع الرواية التاريخية لمقاييس أهل الحديث كما ذكر في الكتاب

وارتكز كلام ابن تيمية رحمه الله بكتاب منهاج السنّة بشكل أساسي، مع اقتباسات من مجموع الفتاوى ذات العلاقة بالموضوع

وكذلك أورد أقوال ابن حجر في فتح الباري، وبعضًا من أقوال الطبريّ والقرطبيّ حول صحة بعض الروايات التاريخية من عدمها

الكتاب بطبيعته ليس سردًا للخلافات - كما كنت أظن قبل قراءته - بل توجيهيّ في دراسة هذا المجال

حيث وضع الكاتب اثنتان وعشرين قاعدة ينبغي أخذها بعين الاعتبار، مع الاستشهاد ببعض الخلافات التي تختص بكل قاعدة

كان فيه ردود مع الأمثلة على منهج القاضي ابو بكر ابن العربي في كتابه (العواصم من القواصم) الذي انتحى فيه نهجًا أسماه الشنقيطي بـ "التشيّع السنّي" حيث المغالاة في التبرير للصحابة برغم الأخطاء وعدم معصوميتهم، وكذلك تناول تعليقات تلامذة ابن العربي المعاصرين أمثال الشيخ محب الدين الخطيب

أكّد الدكتور الشنقيطي في كتابه على قدسيّة المبادئ ومكانة الأشخاص، ففضل الصحابة ومن معهم محفوظ ومقدّر في حدود ما تسمح به المبادئ والقواعد الشرعية

قدّم له الدكتور القرضاوي في مقدمة الكتاب، حيث أثنى على أسلوب الكاتب ورأى أنّه خالف نفسه بما وضعه من القواعد دون الإشارة الى أماكن النقد والمآخذ

وقد اقترح الشيخ القرضاوي اضافة أربعة قواعد أخرى ينبغي وضعها في البال حين الدخول في هكذا مجال

قام الدكتور منير الغضبان رحمه الله بالرد والنقد على الكتاب في كتابه "جولات نقدية في كتاب الخلافات السياسية بين الصحابة" وقد قام الشنقيطي بالرد على مآخذه في النسخ اللاحقة للكتاب وإضافتها كملحق في آخر الكتاب

شخصيًا، كانت لغة الكتاب سلسلة سهلة لمن هم ليسوا من طلاب العلم الشرعي أمثالي، وطريقة تبسيط الموضوعات والطرح مميزة ويسيرة الفهم، كعادة الشنقيطي من خلال تجربتي معه في كتب سابقة

ناقشت بعض طلاب العلم الشرعي في الكتاب، وقد طال بنا الحديث بين مؤيّد تمامًا وبين المخالفين له في بعض المواطن

فقد أورد لي أحد هؤلاء الكرام مآخذه على روايات اعتمدها الشنقيطي بخصوص حقيقة الخلاف بين معاوية وعلي رضي الله عنهم

حيث يضعّف بعض استشهاداته، وخصوصًا التي تتناول مطامع معاوية في الملك والقصاص من قتلة عثمان، كذلك يذكر لي هذا الأخ طبيعة شخصية الشنقيطي التي درست في الغرب مما أثّر على طريقة تناوله لهكذا موضوعات.

أنصح بأن يكون لدى القارئ خلفية عن هذه الحقبة التاريخية دون تبنّي موقف الراوي ومصدر المعلومة، لأن الكتاب ينطلق من أساس أنّ هناك معرفة مسبقة لدى القارئ بهذه الحقبة التاريخية وخصوصًا معركتا صفّين والجمل.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق