فكرت طويلاً بعد أن انتهيت من قراءة الرواية، قبل أن أكتب تعليقي عليها، ويعود تفكيري التطويل إلى حيرتي، فلم أقابل حتى اليوم كتاباً أكره بعضه و أعشق بعضه، لكني سأحاول أن أكتب انطباعي عن الرواية
أسلوب سرد هاروكي موراكامي أكثر من رائع، بل ساحر إلى أقصى درجة، لدرجة أنني أستمتع بسرد وقائع حياتية عادية، أتعجب من نفسي ما الذي يجعلني مستمتعاً بسرد رحلة شخص عبر الطريق أو عجوز عنده عاهة مستديمة في عقله، أحداث عادية جداً تتحول بطريقته إلى رحلة مصورة تراها بعينك وكأنه تنويم مغناطيسي لا تستطيع الهروب من إحكام سيطرته عليك.
لكن أروع ما في الرواية هي الشخصيات، أحببت السيد ناكاتا جداً جداً، و أحببت الآنسة ساييكي، حتى ساكورا، و كرهت أوشيما رغم جمال شخصيته لكني كرهت دس السم في العسل كونه مخنثاً، لم أستطع أبداً أن أحب كافكا شخصياً رغم إشفاقي عليه في بعض الأحيان، لكن الشخصية التي سحرتني تماماً في الرواية هي شخصية السائق هوشينو، أسرتني جداً و أحببتها جداً جداً.
أحداث الرواية سريالية غرائبية، بها بعض البشاعة الدموية المنفرة، و بها العديد من المشاهد الجنسية شديدة الوضوح والتعبير بصورة مقززة جداً
الرواية لا تستحق تلك الضجة، ولم تضف لي الكثير في الواقع، ولا أظن أنني سأقرأ للكاتب مرة أخرى، لكنني لا أستطيع أن أنكر أنها رحلة ممتعة بأسلوب سرد ممتع جداً و شخصيات مبهرة.
أعجبني أحد التعليقات على الرواية "عندما تعشق الشخصيات أكثر من الرواية"
أعطي الرواية نجمتين
نجملة للسرد
ونجمة للشخصيات
أحمد