يا مريم > مراجعات رواية يا مريم > مراجعة Shahed

يا مريم - سنان أنطون
أبلغوني عند توفره

يا مريم

تأليف (تأليف) 3.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

بعض الكتب لها تأثير عميق على النفس، قد يكون ذلك عندما تُلامس شيئاً جوهرياً في حياتنا.. كالحرب، تلك اللعنة التي حلَّت على بلادنا، في كل صفحة وفصل من الكتاب شعرتُ تماماً بما أراد الكاتب إيصاله للقارئ، تلك التفاصيل التي ذَكَرها قد عشتُها بكلّ دقّة كما عاشها الملايين من البشر. يتحدث الكاتب عما تركته الأزمات من أثر على الشعب العراقي. ( بدءاً من الإنقلابات خلال ١٩٤١ حتى ١٩٦٣ ثم استلام حزب البعث الحكم في ١٩٦٣.. وثم حرب الخليج الأولى في ١٩٨٠-١٩٨٨، ثم حملة الأنفال في ١٩٨٨، ثم الغزو العراقي للكويت في ١٩٩٠، ثم حرب الخليج الثانية في ١٩٩١، ثم الغزو الأميركي للعراق في ٢٠٠٣).

بطلا الرواية مسيحيان، قد عانا من الحرب وقسوتها خاصّة أنهم من الأقليات، بوجهتَي نظرهما المتناقضة تجاه ما يجري في بلدهم من ظلم و تهجير للأقليات المسيحية.. يوسف يوقن بأنها عاصفة و ستمضي وأنه لا علاقة للديانات بكل هذا، السياسة أعقد من مسيحي ومسلم. مها الشابة التي لم تعرف الاستقرار في بلدها منذ صغرها، تعلم يقيناً أن كل ما يجري طائفيٌّ بَحْت وأنهم يريدون القضاء على الأقليات بتهجيرهم أو قتلهم. هذا التناقض بين الشخصيتين يخلق توتراً حساساً، أنا أؤمن تماماً أن الحرب لا تعرف مسيحياً أو كردياً أو علوياً أو سني أو شيعي، لا تعرف سوى الدمار، على الصعيد المادي والمعنوي، لا تهم أسباب الحرب أو أهدافها، لأنها ضباب قاتل يُنشَر في البلد دون تفريق. لا يوجد إنسان يعيش في بلد استشراها الحرب إلا وقد خسر شيئاً، فرداً أو بيتاً أو روحاً، و يُترك ذلك الأثر الرمادي على ذاكرتنا.. كشاهد على قبرٍ أو أمتعة مهجورة في غرفة صغيرة مظلمة داخل منزلٍ تركها أصحابها وهاجروا، أو بعض الصور المحفورة في الذاكرة... يوماً بعد يوم سنصبح كما أصبح يوسف، سنعيش في الماضي، لأن الماضي لا يحمل حرباً.. لا يحمل دماراً.

أحداث الرواية تجري خلال يوم واحد، استخدم الكاتب اللهجة العراقية العامية التي وجدتُ أحياناً صعوبة في فهْمها لكنها اشعرتني بواقعية الحوارات وصدقها. رواية مؤثرة فعلاً خصوصاً لمن عاش تجربة الحرب.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق