جوستين > مراجعات رواية جوستين > مراجعة Shahed

جوستين - مركيز دي ساد, كريمة الشريف
تحميل الكتاب

جوستين

تأليف (تأليف) (ترجمة) 2.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية صادمة، وكأنها صفعات على أوجه البشر لمواجهة الحقيقة: لا وجود للفضيلة ضمن هذا العالم.

لكل من يعرف دو ساد بأنه ماجن وفاسق ومنحرف.. وإليه ينسب مصطلح السادية (الذي يعني الحصول على المتعة عن طريق الألم ومعاناة الآخرين سواءاً أكان ذلك نفسياً أو جسدياً أو جنسياً)، في الحقيقة هو أيضاً فيلسوف وأديب من الطراز الرفيع.

في رواية جوستين، يبرهن لنا ساد بأن الفضيلة لا تجلب سوى الراحة النفسية والطمأنينة، وهذه كلها ليست إلا أفعالاً غير مجدية، يبرهن أن الإحسان لا يجني سوى متعة الزهو، وهذه ليست سوى وهماً يعزي بها الأشخاص أنفسهم.

الأخلاق التي دائماً كانت العائق بين الإنسان وسعادته، لم تكن سوى قيود اختلقتها البشرية.. وأيضاً مسألة الدين والإيمان، جميعها أمور تعزي الإنسان للابتعاد عن ملذاته دون مكافأة، لأنه -وكما جرى في أحداث الرواية- ألم يكن الإله عاجزاً عن حماية المؤمنين المظلومين، أليست جوستين واحدة من الكثيرين الذين يؤْثرون على أنفسهم تحت مسمى الدين وهي نفسها التي لم تتلقى العناية من الإله ولو لمرة واحدة على الأقل!.

إن الفضيلة في مكاني قد تكون رذيلة في مكان آخر والفضيلة في مكان آخر قد تكون رذيلة في مكاني، وهكذا تبقى معضلة الأخلاق والفضيلة أموراً وأوهاماً فرضها البشر على نفسهم وهو ما لم يقبل به ساد.. فلا جدوى من الأخلاق، أما الفضيلة فلا تجني منها سوى الهلاك والبؤس.

وتتجلى كل تلك الاعتقادات التي دعا إليها ساد في حوارات رائعة حقاً بين جوستين وشخوص الرواية الذين استغلوا عفتها بمختلف طبقاتهم.. رجال الدين والسياسة والأثرياء والمجرمين وأصحاب المكانات الرفيعة.. فبحسب قانون الطبيعة: البقاء للأقوى، وجوستين كانت الأضعف بينهم، فعلياً لم تنفعها عفتها وأخلاقها وفضيلتها في شيء.

العمل عنيف نفسياً، والأحداث ممتعة على الرغم من بعض القساوة.. لكن ليست كما توقعتُ أن تكون -كونها رواية لساد-، في الواقع ليست ذات تصورات إباحية قدر ما تكون انتهاكاً لمسلَّمات ومعتقدات، وهو عمل جريء فعلاً نظراً للوقت الذي نشرت فيه الرواية، فوصْف ساد بالملعون أو المنحرف ليس سوى خوفاً من أفكاره.. فهذا العمل ملعون لخطورته وقوته وأفكاره المتطرفة.

(إن المشاعر الوحيدة التى تستحق أن ننزعج بشأنها هي المشاعر الجسدية، قلة العقل، الأهواء الغبية التي ربينا عليها، وعود الدين الباطلة، والقوانين، هي التي توقف الحمقى عن التحول إلى مجرمين وأداء النوايا العظيمة، لكن القوي النشيط يعرف موقع اهتماماته الحقة، يهزأ بالرب والإنسان، يتحدى الموت، يزدري القوانين العامة على قناعة عميقة بأنه وحده مقياس كل شيء).

قد يلخص هذا الجزء أفكار هذه الرواية بكل صراحة. من زمن ساد حتى هذا الزمن.. هذا الكتاب لن يموت.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق