الدكتور مصطفى محمود بلا شكّ هو من عباقرة زماننا...وهذا الكتاب اللطيف السريع هو أحد دلائل عبقريّته الفلسفيّة.
الكتاب بسيط ولكنه عميق، سهل ممتنع، كونه مجموعة مقالات في الحبّ والحياة..تغوص في أعماق كليهما دون تردّد ودون تحفّظ..فهو يبدع في وصف المشاعر كما يبدع في الدخول والخروج من وإلى حالات النفس وتقلباتها بخفّة ولكن بعمق. ويعالج مجموعة من الأفكار والمشاعر العميقة التي يمرّ بها جميع النّاس ويجعل لها طعما آخر.
ينصح كلّ من يريد أن يقرأه أن يضع نفسه في مقام الدكتور في ثمانينيات القرن الماضي وظروف القرن ومحيطه قبل أن يقرأه كي لا يقع ضحيّة الحكم السطحي على السياقات والكلمات..كون الكتاب لا يتميّز بالدبلوماسيّة وهو عمل أدبي بامتياز وله أعماق أكبر من الكلمات التي يستعملها.
ببساطة، أظهر الدكتور مصطفى أنّ الحبّ والحياة هما ذات الشيء، وأن لا حياة دون حبّ ولا حبّ دون حياة.