آخر الفرسان > مراجعات كتاب آخر الفرسان > مراجعة To Da

آخر الفرسان - فريد الأنصاري
أبلغوني عند توفره

آخر الفرسان

تأليف (تأليف) 4.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

سيرة حياة هذا الرجل العظيم مليئة بالرسائل التي لو اهتدينا بنورها لكان كل واحد منا بديع زمانه ..هذه الرسائل هي نور القرآن وهداه .. هي نور منهج الله الذي اعطانا إياه .. هي هداية القرآن ..وما كان من بديع الزمان إلا أنه سمح لها أن تقوده ، وعندما استطعم ثمارها وذاق حلاوتها انتفض ليخبر العالم أجمع بما وجد ، انطلق ليوصل شعاع نورها لشتى بقاع الأرض ؛ أنْ هاهنا السعادة فهلموا إلى القرآن .. كان هذا الصوت صوت الحق ، ولابد لصوت الحق من يحاول إخراسه ، حاولوا بجهدهم ما استطاعوا .. إلا أن الله قد أعطاه قوة عظيمة في قلبه للوقوف في وجه الظالم ، هي قوة التوحيد ، فما خاف من بطشهم لأنه آمن بأن كل شيء بيد الله ، إلا أنه كلما ارتفع مقام الانسان كلما كان بلاءه أعظم ، وكلما ارتفع مستوى حكمته كلما كان هذا البلاء عنده عبارة عن سعادة ولذة لن يعرف أحد طعمها.. فكان من منفى إلى منفى ومن سجن إلى سجن.. ولكن ماكان لقوة في الأرض أن تقف في وجه الإخلاص ، الإخلاص الذي زرع في قلب هذا الرجل فأوصل صوته لأبعد مايكون ، فتلقى الناس كلماته كما يتلقى الظمآن قطرات الماء، فكتبوها ونسخوها ونشروها حتى آذنت بشروق شمس جديدة في قلوبهم ..

كانت بداية هذا الرجل بدعاء أم صالحة وأب محب مخلص فنمت هذه الشجرة من تلك البذرة ، بذرة الصلاح والتقوى..

قد صنعه الله على عينه ليكون ذلك الرجل العظيم ، فأعطاه مايؤهله لذلك ، وسيّر حياته لذلك الغرض ، فقضت حكمته العظيمة أن يكون وحيداً لازوج له ولا أهل ، فلم يكن عنده وقت للتفكير بذلك اصلاً ، فهمّه أكبر من أن يسعى وراء الدنيا بشيء لنفسه .. بل سخر حياته خادماً للقرآن واهله ، وإلا لما خرجت تلك الرسائل .

تعلَّمَ أنه عندما يكون الهدف واضحاً خالصاً لله سيبدو كل شيء واضحاً ولن يقف أي معيق في وجهه ولن يصرفه شيء عنه ، تعلّم أنه بالاخلاص ؛ رسالة بسيطة ممكن أن تغير العالم حتى في اقسى الاوقات من الجهل والمعصية والتآمر على المسلمين..

تَنَبَّهَ أن ليس كل تكريم من قبل أعداء الدين لعمل ديني هو بالفعل شكر ؛ بقدر ما يكون مكر ليصرف العالم عن جهاده ودعوته او يبعده عن المكان الذي يحتاجه المجتمع أن يكون فيه إلى مكان بعيد عنه ليبعده عن التأثير فيه ..

النورسي حمل هم أمته وتقطعت أوصاله حزناً على ما آلت إليه أحوالها ولكنه ما استسلم لحزنه ، بل عمل على التغيير ، وعلم أنه لا خروج من تلك الأزمة إلا بالتربية والتعليم ، فحَلِم بتأسيس مدرسة يربي فيها الأجيال على القران .. فحقق الله له حلمه وكانت المدرسة , ولكنها ليست كأي مدرسة ..فالمعلم في السجن حيناً وفي المنفى حيناً آخر ، والطلاب منتشرون مراقَبون خائفون ، تلقوا كلماته عن بعد ونسخوها كرسائل للناس ، فكانوا دعاة بأيديهم وبأوراقهم ، حتى تأسس جيل كامل على ذلك المنهج ، وانتشر العلم بالآفاق ببركة كلمة، وربما الطلاب لم يروا الأستاذ ولكن كلماته كانت تحفر في قلوبهم .

تعلّمت من هذه القصة أنني عندما اتمنى أمنية وأحلم بشيء ينفع الناس وأنا مخلصة لله في أمنيتي ، فسوف تتحقق بقدرة الله مهما كان واقعي يفرض استحالتها ، ستتحقق ولو كانت بغير ما كنت اتصور وقوعها .. فليس المهم الكيفية وإنما المهم الأثر الذي ستحققه .. فهذه المدرسة قد حققت الغرض بطريقة مختلفة ومتواضعة..

القصة كتبت بطريقة مشوقة ، امتازت بجمال العبارة وبديع الوصف ، إلا أنني أحسست حيناً بمبالغة الكاتب بوصف الطبيعة بأوصاف قد أراها حشرت حشراً وصُفَّتْ صفّاً كان لا داعي منها ..

جعل الكاتب القصة على شكل حوار بينه وبين النورسي ، وأضاف إليها الكثير من الخيال ،فشعرت أن الأمور اختلطت علي فلم أعد أستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال ، بين ماكان حدث فعلاً وماكان من خيال الكاتب .. فهذا ما جعلني أحذف نجمة من التقييم ، فقد ظننت أني سأقرأ سيرة حياة ، فمن أراد ترجمة حياة النورسي فهذا ليس الكتاب المناسب لذلك ..

بالنهاية اسأل الله أن يرحمه ويرفع درجته ويرزقنا وإياه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ..

اللهم ارزقنا الاخلاص والثبات واجعلنا من أوليائك الصالحين ..

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
اضف تعليق