وعّاظ السلاطين > مراجعات كتاب وعّاظ السلاطين > مراجعة Ahmad Ashkaibi

وعّاظ السلاطين - علي الوردي
أبلغوني عند توفره

وعّاظ السلاطين

تأليف (تأليف) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

اقشعر بدني وأنا أقرأ هذا الكتاب أكثر من عشرين مرة...

عندما انتهيت من هذا الكتاب, ترحمت على الرافعي... فما كان رحمه الله ليسكت عن هذا اللغط والتشويه لصورة الإسلام والمسلمين دون أن يرد على هذا "الوردي" كما رد على طه حسين من قبل... ولكنه رحمه الله ذهب وترك لنا أشباه الكتاب الذين يسمون أنفسهم إسلاميين.... أين أنتم، أيها الكتاب الإسلاميون، من أمثال هؤلاء الذين تجرأوا على دين الله بهذه الطريقة البشعة, ثم لم يجدوا من يقف لهم بالمرصاد؟

عنوان الكتاب "وعاظ السلاطين" وفي الحقيقة هو لا يتحدث عن ذلك إلا في بداية الكتاب... والأصح أن يسمى الكتاب: الهجوم العنيف على الخلفاء المسلمين في عصر الفتنة وما بعدها....فالكتاب يقع تحت فئة: تكلم كما يحلو لك فلا أحد سيحاسبك...ثم إني لا أرى ما سماه الوردي بوعاظ السلاطين يقع تحت فئة واحدة؛ فقد جمع المتملقين للملوك والمنافقين والدعاة وعلماء الدين في صعيد واحد...

الكاتب من الذين بهرتهم حضارة الغرب فعزا تخلف المسلمين إلى تمسكهم بالدين وعاداته البالية القديمة... بل هو يخلط الأمور حتى إنه لينسب أمر الحجاب إلى الوعاظ – على حد قوله – ونسي أنه أمر إلهي.. فيقول في الصفحة 8: لقد دأب وعاظنا على تحبيذ الحجاب!!

ثم إن الكاتب يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد هكذا: محمد، بلا صلاة ولا سلام..بل إنه يتكلم عن أمر الإسلام والمسلمين وكأنه تاريخ سياسي بحت لا دخل للوحي فيه..

اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته...

نأتي إلى أمر الفتنة الذي هو موضوع الكتاب الحقيقي...

لقد رتع الوردي في أعراض وذمم الصحابة والخلفاء كما رتع غيره ... وكان من الخير له أن يدع أمر الفتنة إلى أهل الاختصاص.. بدل أن يأخذ التاريخ عن المستشرقين والكتاب الأجانب المغرضين والمستفيدين من تشويه صورة الإسلام في عقول الناس....أتعجب من أمر هؤلاء وحقدهم على الدين بهذا الشكل الكبير... يا أخي إذا لم يعجبك أمر الدين فدعه واعتنق ما شئت... ولكن لا تسم نفسك مسلما ثم تهاجم الإسلام وتلبس على المسلمين دينهم...

وهجومه هذا لا يقتصر على الصحابة والخلفاء بل يتعدى ذلك إلى ما هو أعظم وأقبح؛ فهو يدعي مثلا بأن تحويل القبلة إلى مكة كان قرارا اقتصاديا من السول صلى الله عليه وسلم من أجل أن يسترضي قريشا..صفحة 120

وأيضا يقول في الصفحة 118 أن حظ أبي جهل السيء هو الذي جعله يموت على الكفر، ولو أنه عاش لكان من كبار الصحابة..

ثم إن كثيرا من معلوماته وأحكامه ليست دقيقة أبدا... بل وتأتي هكذا اعتباطا وكله في سبيل دعم نظرياته الخبيثة التي تقدح في شخوص الخلفاء... فهو – مثلا – يذكر في الصفحة 248 أن الفرس كانوا من أهل الصفوة والجماعة قبل ظهور الصفويين وأن من يقرأ تراجم المحدثين والفقهاء الأولين ليجد فيها أسماء فارسية أو تنتسب إلى بلدان إيرانية ويذكر منهم: النيسابوري والبخاري والترمذي والرازي والطبري والغزالي.... إلى آخره.. والواقع إن كثيرا من هذه الأسماء والألقاب لم تكن بلدانا فارسية ولا إيرانية... وهو يذكر هذه المعلومة دون الرجوع إلى مرجع، بالمناسبة....

أكملت قراءة الكتاب إلى آخره حتى أتمكن من كتابة هذه الأسطر وأنا على دراية تامة بما جاء فيه.... وهناك بالطبع الكثير الكثير من الجوانب التي لم أذكرها... إن كل جملة في هذا الكتاب تحتاج إلى وقفة ومراجعة ونقد ونقض ونقاش...

أتمنى ممن يقرأون هذا الكتاب - وكتب الوردي بشكل عام - أن ينتبهوا إلى تلك الأهداف الخبيثة المغلفة بغلاف خادع من حرية الفكر والانفلات من التبعية والعبودية للسلاطين.. بينما تحمل في طياتها أهدافا هدامة، يراد بها تقويض مرتكزات العقيدة، بهدم كل ما هو جميل ومشرف في تاريخ المسلمين..

Facebook Twitter Link .
7 يوافقون
5 تعليقات