في هذه الرواية يأخذ غيوم ميسو القارئ في رحلة غير متوقعة الأحداث وكلها تحدث بعد سبع سنوات.... ولكن المفاجأة هنا أنها سبع سنوات من انفصال زوجين عن بعضهما بعضاً؛ بسبب العديد من الخلافات التي أدت إلى نهاية علاقتهما معاً، ولكن أثرت على طفليهما التوأم فكل منهما عاش بعيداً عن الآخر؛ حتى أن الحياة بين أفراد هذه العائلة أصبها الفتور؛ بسبب ذلك البعد بينهم...
أرى أن هناك العديد من العوامل التي أدت إلى حدوث هذا الانفصال، ولعلّ الاختلاف في الطبقات الاجتماعيّة بين الزوجين، ساهم في تعزيز ذلك البُعد بينهما، والذي أثر على حياتهما، يحاول أحد الطفلين إعادة شمل العائلة معاً من خلال اختراعه لمغامرة معينة تشمل على السفر من أمريكا وصولا إلى باريس، ومن ثم تنتهي في البرازيل نهاية غير متوقعة.
أغلب أحداث الرواية تختلط بين العاطفة، والبُعد، والذكريات، والغموض، والألغاز التي يحاول الوالدان حلها جميعاً من خلال التعاون بينهما بعد سبع سنوات، من أجل استعادة ابنهما، ومن ثم ابنتهما اللذان يختفيان في ظروف غامضة تجعل الوالدين يسافران من مكان إلى آخر من أجل البحث عنهما، وعن حلول للألغاز التي تواجههما.
أسلوب سرد غيوم ميسو أكثر من رائع، فتمكن من صياغة الأحداث بطريقة مميزة، كما سبق له في مؤلفاته السابقة، إنّ تفاصيل الرواية الأخرى، أو الأكثر دقة برأيي يجب أن تقرأ فلكل قارئ أسلوب في تحليلها، ومحاولة فهم الأحداث اللاحقة في تسلسل هذه الرواية الرائعة.