- الخاتمَة -
تمّت أخيراً هذه الرواية المليئة بالوجع .
من أينَ أبدأ لأقيّمها ، أعتقد أنني لا أستطيع الحكمَ على أحداثٍ واقعية و من أنا لأقيس مدى جودة الألم الذي شعرت به مارينا من بداية دخولها إلى ايفين كمعتقلة صغيرة إلى إرغامها على اعتناق الإسلام و زواجها من عليٍّ الذي و إن كان زوجا طيبا محبّا إلا أن هذا لم يغفر له عند مارينا الجرائم التي ارتكبها ضد المعتقلين في السجن ..
نجحت مارينا بأسلوب أدبي محترف في تصوير معاناتها كاملة .. معاناة الجسد و الشعور .. نجحت في جعلي أعيش معها محطات غربتها - وجعها - فرحها في الأخير و هي تزفّ لأندريه - خوفها و هي تقطع ممرات ايفين الضيقة و تجهل ما ينتظرها في كل مرة - الدفء الذي شعرت به من عائلة علي و في المقابل البرود الغريب الذي يحيطها و هي وسط عائلتها الحقيقية .
جعلتني أستشعر معها لحظاتها الإيمانية في الكنيسة و أمام صخرة الصلاة .. مشاعرها المضطربة .. حبها للكتب .. خسارتها لجنينها الأول و كل محطات حياتها التي انتقلت بينها بخفّة عظيمة متأرجحة على حبال الزمن ، تارة تأتي بصوىة طفولية و تارة بصورة مظلمة من ايفين .. مرة تحملنا إلى بيتهم الصيفيّ و مرة أخرى إلى زنزاتها الإنفرادية .
إلى أن انتهى بها المطاف مع اندريه و طفليهما في تورنتو - كندا .. أين ذهبت مارينا تبحث عن حياة أفضل .. و لها كامل الحق في ذلك .. فقد دخلت عاصفة مبكرة لا يمكن أبدا أن تخرج منها كما كانت .
♥