سبق ان قرأت الرواية في فترة متقدمة جدا من بدايات اعجابي بعالم الروايات و الادب ، و بما انني كنت مبتدئة ،لا تجذبني سوى القصص المباشرة و البسيطة باحداثها و لغتها ، فقد وجدت صعوبة بالغة في قراءة هذه الرواية و لم افهم معضمها مما اضطرني لعدم اكمالها . لا اعرف بالضبط ما السبب لكن فكرة اعادة قراءتها ظلت تراودني مؤخرا ، خاصة و ان تقييمها على الجودريدز لا بأس به .
انه فعلا جحيم ذاك الذي غاص فيه بطلنا عبر ثقب صغير يفصل بين غرفته و غرفة مجاورة لها في فندق لوميرسيه الذي يقيم به ، منتهكا كل حرمات و اسرار الناس جحيم لم يشعر بتبعاته الا متأخرا ، اذ اخدته الحماسة في البداية الى التجسس على ما ليس له ، و عيش مغامرات عن طريق اشخاص اخرين، الى وصل لحالة من عدم الاكتفاء الذاتي، و الخوف من الوحدة .
كان هناك مقطع من الرواية يتحاور فيه نزيلان بالغرفة المجاورة لغرفة بطل الرواية كولن ولسن - على الاغلب هما زوجان- عن اشياء فلسفية و عن المؤمنون ، لم افهم من تلك الفقرة سوى القلييييييل ، كانت بمتابة متاهة او احجية ، او مجموعة من الكلمات المتناثرة هنا و هناك و بحاجة لاعادة ترتيب ، و ما زاد الطين بلة هو علامات الترقيم ، التي وضعت بشكل عشوائي ، كدت اصاب بالجنون من شدة الملل الذي طغى علي اثناء قراءتي لذلك الحوار .
استمتعت قليلا بالجزء الاول ( الصفحات الاولى ) من الرواية ، اما ما تبقى فلم اجد منه سوى الكثير من الاسئلة الفلسفية و الوجودية ، و الكثير الكثير من الملل .
لا عجب في اني لم اكمل الرواية اثناء قراءتي الاولى لها ، فقد اكملتها بشق الانفس لانني اعتبرتها كتحدي لنفسي طالما بدأتها فسؤكملها .
لا شيء اختلف في تقييمي للرواية بعد قراءتي الثانية لها ، سوى انني اكملتها و انني اقتنعت اشد الاقتناع ان هذا النوع من الروايات و هذا الاسلوب بالظبط ليس نوعي المفضل.