كتاب جميل ، بين فيه صاحبه الليبرالية بأنواعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ... الخ
وقد تكلم الكاتب عن الليبرالية الغربية وظروف نشأتها وكيف انها اتت كردة فعل على طغيان سلطان الكنسية والتضيق على العلماء ..الخ
وأنه فعليا لو نظرنا الى ظروف نشأة الليبرالية واسباب قبولها في المجتمعات الغربية لوقف الواحد منا يسأل نفسه " مالي ولها " ! ذلك لأنه ليس كل ما يطلقه الغرب هو بالضرورة صالح للمجتمعات الأخرى ..
واطلق الكاتب على الليبرالية الشرقية بأسم " الليبرالية الخديجة " أي غير المكتملة ... بحيث ان الليبرالي المصري يختلف عن الخليجي .. وهكذا ... بسبب عدم وجود المرجعية " الا العقل " الذي هو مختلف من شخص لأخر
ونقد الكاتب المتشدقون بالغرب والجالبين لكل شيء يصدر عنهم ، ناسين او متناسين بان لدينا دين وظروف وبيئة وثقافة مختلفة تماما.
والحديث يطول ... خاصة بما يتعلق بظروف النشأة وان كان مهما لفهم الكيفية والاسباب التي قامت عليها الليبرالية الغربية ومقارنتها بالشرقية .
كتاب بمجمله جيد ، ينقد الليبرالية ، ويبن انواعها ، وعلاقتنا بها وهل نحن بحاجة لها أم لا؟
بالأضافة لاحتواء الكاتب على معلومات تاريخية "بسرد رائع " بعيدا عن ملل التاريخ .! وما يثار الآن من حقوق المساواة والميراث (هذه السيمفونية التي تغيب وما تلبث ان تظهر بأسم أخر ) ؟؟ والرد عليها وتفنيد حججها ...
لذا .. كل من أراد تكوين فكرة عن الليبرالية وعلاقتنا بها وأهدافها ..الخ عليه بهذا الكتاب اللطيف الذي لا يتجاوز ما يقارب 215 صفحة ... والخالي من التعقيد والفذلكة الثقافية ..