الإخوة كارامازوف - الجزء الرابع > مراجعات رواية الإخوة كارامازوف - الجزء الرابع > مراجعة mohammed orabi

الإخوة كارامازوف - الجزء الرابع - فيدور دوستويفسكي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

متى يصبح الانسان مذنبا .. حين يفكر فى ارتكاب ذنبا ما .. ام حين يشرع فى تنفيذه ؟ .. سؤال يطرحه دوستويفسكي من خلال رائعته الاخوة كارامازوف .. قد تستطيع أن تصل إلى اجابة له حين الانتهاء من قراءتها وقد لا تصل اليه .. ولكن هناك شئ اخر ستصل اليه حتما .. الا وانك انتهيت من عمل من الصعب ان يقع تحت يداك شيئا قد يشبه مستقبلا .. لست بصدد كتابة مراجعة لتلك الرواية لانه من الصعب عمل ذلك لعمل يحتوى كل تلك التفاصيل والافكار ولكن هناك الكثير من النقاط التى يجب ان اتحدث عنها .. فى البداية دعنا نتفق انه ليست من السهل كتابة رواية بتلك الحجم فى اربعة اجزاء محورها الاساسى هو الحديث عن اسرة تتكون من بضعة اشخاص .. من اين لك بالاحداث التى سوف تقحمها فى العمل دون ان تشعر القارئ بالملل والضجر ؟! .. قد يكون هذا تحدى لاى كاتب اخر عدا دوستويفسكي .. هو لا يعتمد على الاحداث بقدر اعتماده على الحوار .. الحوار الذى يدور بين الاشخاص او بين الشخص ونفسه او ضميره او حتى شيطانه ! .. كان يستطيع ان يكتبها فى خمس وست او سبع اجزاء بدون مبالغة وكانت ستكون بعيدة كل البعد عن الملل .. بالاضافة ان فى كل جزء جديد دائما ما كان يقوم بتقديم شخصية جديدة ويقحمها بشكل مميز للغاية فى الاحداث ، ففى الجزء الثانى كان هناك الشيخ زوسيكما والذي شغل حيزا كبيرا من هذا الجزء وايضا فى الجزء الثالث كان هناك الفتى ايلوشيا ووالده النقيب سنيجيريف وفى هذا الجزء يوجد الفتى كوليا وايبوليت كيريلوفتش وغيرهم بالاضافة الى شخصيات اسرة ال كارامازوف المتواجدين بشكل دائم فى الاربع اجزاء بشخصياتهم وافكارهم المتضاربة المتغيرة بشكل يشعرك بان ليس فقط فى اسرة كل منا شخصيات مثل شخصيات تلك الاسرة .. بل ربما يوجد فى داخل كل فرد منا تلك الشخصيات الاربعة سواء كارامازوف الاب الذي تسيطر عليه الانانية وحب الذات والابن الكسى القديس التقى ودمترى المندفع المحب للحياة وايفان الطموح ذو العقل المثقف .. اربع شخصيات ستشعر انهم بداخلك يتصارعون من اجل ان يكون لكل منهم الكلمة العليا فى تشكيل هوايتك .. ايضا كمية الافكار الفلسفية التى جاءت فى الرواية بشكل عام وفى ذلك الجزء بشكل خاص سيجعلك فى حالة تفكير دائم فى فلسفة ذلك الرجل والذى اراد ان يطرحها من خلال شخصيات تلك الرواية .. فهناك الحديث عن الايمان والاخلاق والعقائد فى حوار ايفان واليوشا .. كذلك عن الضمير فى حديث ايفان وشيطان عقله وحوار اليوشا ودمترى .. كذلك الحديث عن السياسة فى حوار الفتى كوليا واليوشا ثم المرافعات التى جاءت فى منتصف ذلك الجزء والذى جاءت بمثابة الملخص لكل ما اراد الكاتب طرحه ونقاشه فكانت بمثابة التاج الذى يوضع على راس تلك الرواية .. وايضا لن أنسى مغزى الرواية الرائع وحديثها عن مفهوم الابوة والتربية .. فالكاتب يسلط الضوء على تلك القضية والتى تتعلق باهمال تربية الابناء مما قد يجعلهم مستقبلا اعداء لابائهم .. ولكن هذا بالطبع لا يعطى مبرر لارتكاب جريمة بقدر انه يعطى عظة .. فلو حتى لم نرزق بأباء صالحين فنستطيع ان نكون اباء صالحين لابنائنا فى المستقبل حتى لانكون فى مكان كارامازوف الاب الذى قتلوه ابناءه فى عقولهم قبل ان تنفذ ايديهم ..

" يجب علينا أن نطبق نحن إولا تعاليم المسيح ، وبعد ذلك إنما يحق لنا إن نطالب أبناءنا بتطبيقها ، فإذا لم نفعل ذلك لم نكن إباء أبنائنل بل كنا أعداءهم وسيصبحون أعداءنا هم أيضا ، سيصبحون أعدائنا بسبب خطئنا نحن "

لسنا بملائكة ولا بشياطين .. ولكننا بشر يوجد بداخلنا هوتين اثنين ، هوتين احدهما تجذبنا نحو الاسفل حيث أحقر المخازى وادنأ أنواع السقوط ، والاخرى هى الهوة العليا التى تحلق فيها أنبل المثل والتى نحاول جميعها ان ندركها او نصل حتى الى بعضها ولكن فى النهاية نحن نرنو الى الهوة العليا والسفلى معا في آن واحد .. وإلا شعرنا بالشقاء وعدم الرضى ، لان حياتنا يعوزها الامتلاء عندئذ .. قد تتعجب وتقول ماهذا الهراء ؟! .. لا هذه هى فلسفة هذا الاديب الخالد الذي يستطيع فى كل عمل له ان يكشف النفس البشرية بكل حقيقتها وبكل قبحها امامنا فننكر فى البداية ونقول لانفسنا لا لسنا بذلك القيح المذكور امامنا ، نحن أفضل من هذا ولكن وبعد دقائق معدودة سنجد ان هذا الرجل على حق واننا على الاقل قد خطر باذهاننا بعض تلك الافكار التى تجول فى عقول أبطال أعماله الادبية .. لسنا بملائكة ولا بشياطين .. ولكننا بشر إيها السادة سنظل نرتكب الاخطاء والمعاصى ولكننا ايضا سنحاول جاهدين ان نرتقى الى الهوة العليا حيث المثل والصفات الانسانية النبيلة

مع الاسف الشديد .. تمت !

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق