الأم > مراجعات رواية الأم > مراجعة وفاء الأندلسي

الأم - مكسيم غوركي, شوقي السكري, اسماعيل عبد الرحمن, مازن الحسيني
تحميل الكتاب

الأم

تأليف (تأليف) (مراجعة) (ترجمة) (ترجمة) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

أن تقرأ هذا الكتاب في 2016 يجعلك تتنبه إلى مدى تغير مفهوم "الثورة" وفعلها وأهدافها ومخرجاتها اليوم. يجعلك ترى بأكثر وضوح مدى سرعة تحرك القرن العشرين وأحداثه وعمق تأثير ذلك في هذين العقدين العاصفين من القرن الحادي والعشرين. كم تغير العالم منذ ذلك الزمن. منطق اليوم ومفرداته بعيدة كل البعد عن منطق هذه الرواية ومفرداتها.. ليس لأن الرأسمالية هي التي انتصرت بل لأن الشيوعية تحمل منذ البدء بذور فشلها. بين الخطاب الثوري الواعد الذي ينضح من هذه الرواية والذي يرتبط ارتباطا عضويا بالمرحلة التي كتبت فيها (سنة 1906التي سجلت في ذلك الوقت تنامي ما سمي حينها بالوعي الاشتراكي العمالي واحتدام الصراع بين روسيا القيصرية و الأحزاب الشيوعية) وبين الواقع الذي انكشف بعد ذلك منذ الثورة البولشيفية التي أبانت عن إحدى أقسى التجارب الكليانية في تاريخ البشرية بون شاسع حتى التناقض.

في الواقع لم أنجح طوال كامل صفحات الكتاب في تقمص الحالة التي يوحي إليها. كان عقلي ناقدا غير منسجم مع طريقة طرحه ولم أستطع أن أرى أو أفهم سر التأثير القوي لهذه الرواية في تلك الفترة. أعتقد أن ذلك طبيعي حين نقرأ بعديا عن أفكار أثبت التاريخ غلطها (البروليتاريا العظيمة، رفض الملكية الخاصة، اضمحلال الدولة...). لكن أسلوب غوركي أيضا لم يكن مقنعا (مع أنه يجب التنسيب ما دامت القراءة لم تكن في اللغة الأصلية. ولا طائل هنا من الوقوف على المستوى المتوسط للترجمة). ما كنت أبحث عنه من خلال قراءة هذه الرواية هو وثيقة تاريخية لفهم تلك المرحلة الزمنية. هي كذلك. ولا تقرأ هذه الرواية اليوم إلا على هذا الأساس. لكنها ليست كافية. مع أن غوركي تفادى فيها اعتماد خطاب إيديوليوجي مباشر إلا أنه جعل منها وسيلة لبسط محتوى معركة "الثوريين" آنذاك ومتطلعاتها (العدالة، القضاء على الطبقية وعلى الأوتوقراطية). كما إنها كانت بالأساس عملا تعبويا لشحذ همم الثوريين بعد القمع الذي تعرض له المنشفيك إثر فشل ثورة 1905 (عزيمة أفراد المجموعة وتضامنهم، إيمانهم بقضيتهم، طريقة تعاملهم مع السجن على انه جزء ضروري من المسار). يقال إن الرواية قد استوحت من أحداث وشخصيات حقيقية واكبها غوركي في ذلك الزمن (كحادثة رفع علم الحزب مثلا وشخصية بول فلاسوف نفسه). لكن ليس من العسير أن نرى أي منقلب انقلبت هذه الحركة فيما بعد، فأزيح المنشفيك (أي الأقلية باللغة الروسية، وقد مثلوا فعلا القسم الأقلي في حزب العمال عند انقسامه في مؤتمر لندن 1903) من أمام البولشيفيك (جماعة لينين التي استولت على السلطة باسم السوفيات) التي لم تتأخر أيضا عن الاضطهاد والقمع. وأفضى رفض الأوتوقراطية باسم "الديمقراطية الاشتراكية" وبنفس لعبة الأقلية والأغلبية إلى نظام كلياني شمولي...

أسندت ثلاثة نجوم للرواية احتراما لبعدها التاريخي. لكن ليس لها أي معنى في أيامنا هذه، في عصر الديجيتال وسطوة الأسواق المالية...

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق