مجرد 2 فقط > مراجعات رواية مجرد 2 فقط > مراجعة Mostafa Farahat

مجرد 2 فقط - إبراهيم نصر الله
تحميل الكتاب

مجرد 2 فقط

تأليف (تأليف) 3.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

في الملاجئ البيوت كالقبور ،خطرة ، فهناك تسويات لبعض البيوت ، وهناك بيوت متوارية عن الخط المستقيم للقذائف والرصاص ، ولكن لا شئ يفلت من مدافع الهاون والهاوتزر ، أرحم ما في هذه الحروب الدبابات ، تدمر واجهات المخيم ، ويدمرها الشباب ، الشباب جيدون يقولون ، إذا دخلوا علينا سيذبحوننا ، الملجأ الضيق كان يضيق بمن فيه ، بظلمة الليل ، ببابه الذي لم يعد يفضي إلى أرض ، سوى تلك الأرض المحروقة ، بالدمار المحيط والهدوء القاتل الذي انتشر مترصدًا ضحاياه مصغيًا إلى أنينهم .

مشكلة الفلسطيني أنه موجود في كل مكان ، المكان الذي هو فيه ، والمكان الذي يجئ منه ، والمكان الذي يذهب إليه ، السب في ذلك أنه يرى في كل أرض يطأها قدمه أرضه التي انتزعت منه رُغمًا عنه ، وفي كل وجه مأساته التي خلفت وراءها ملايين من الضحايا ، في الحقيقة أن القضية هي التي تتبعه كظله ،وفي نفس الوقت هو عالق بها إلى أقصى حد .

إبراهيم نصر الله .. هنا يحاول أن سترجع بعض المشاهد من خلال ذاكرة " 2 " اثنين فقط ، ليجبر القارئ أن يتسائل سؤالاً بديهيًا جداً ، كل تلك المآسي التي حبّر بها الكاتب كل هذا الورق هي نتاج سرد أحداث من ذاكرة اثنين فقط ، ماذا لو روى كل فلسطيني تجربته الخاصة مع المخيم ، والقصف ، واللجوء ، وكل تلك السيناريوهات التي عاشها ويعشيها كل الفلسطينيين .

عجيبة تلك الذاكرة التي تجبر الإنسان أحيانًا أن يسترجع أحداثًا هو نفسه يحاول التفلت والهروب منها ، لكنها تمسك بخناقه ، خصوصًا لو كانت تلك الذاكرة ليست ذاكرة فردية تخص شخصًا واحدًا فقط ، بل تخص الملايين من الأفراد ، حينها يكون الإنسان مجبراً ألا يتحدث بصفة الفردية ، بل مفروضًا عليه أن يتحدث بصيغة الجمع لأن تلك المأساة لا تخصه وحده ، بل تخص وطنًا بأكلمه ، والذاكرة في تلك الحالة تكون قاسية جدًا ومؤلمة جداً .

ذكرتني أحداث القصف والذبح هنا ، بعمليات القصف التي يقوم بها الملعون فوق كل أرض وتحت كل سماء " بشًار الكلب " ، رأيت فلسطين تولد من جديد ، لكن هذه المرأة ستولد من أيادي عربية ، في حقيقة الأمر الموضوع لم يتختلف ، فلسطين قديمًا نُكل بها ولم ينجدهم أحدًا ، تذكرت أبيات تميم وهو يقول :

إذا ارتاح الطغاة إلى الهوانِ فذكرهم بأن الموتَ دانِ

ومن صُدَفٍ بقاءُ المرءِ حَيَّاً على مرِّ الدَّقائقِ والثواني

وجثةِ طِفْلَةٍ بممرِّ مَشْفَىً لها في العمر سبعٌ أو ثمانِ

أراها وهي في الأكفان تعلو ملاكا في السماء على حصان

على بَرْدِ البلاطِ بلا سريرٍ وإلا تحتَ أنقاضِ المباني

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق