كائن لا تُحتمل خفته > مراجعات رواية كائن لا تُحتمل خفته > مراجعة Mostafa Farahat

كائن لا تُحتمل خفته - ميلان كونديرا, ماري طوق
أبلغوني عند توفره

كائن لا تُحتمل خفته

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

من يبغي الارتقاء باستمرار ، عليه أن يستعد يومًا للإصابة بالدوار ، لكن ما هو الدوار ؟ ، أهو الخوف من السقوط ؟ ، ولكن لماذا نصاب بالدوار على شرفة السطح حتى لو كانت مزودة بدرابزين متين ، ذلك أن الدوار شئ مختلف عن الخوف من السقوط ، إنه صوت الفراغ ينادينا من الأسفل فيجذبنا ويفتتنا ، إنه الرغبة في السقوط التي نقاومها فيما بعد فنصاب بالذعر ، ومن الشعور بالعجز يولد الدوار .

عن ظاهرة العود الأبدي التي أربك بها نيشتة الفلاسفة ، والتي كانت امتدادًا طبيعيًا لتلك الحالة التي سيطرت عليه في أيامه الأخيرة والتي بدأت مع تلك الصرخة التي أطلقها في وجه الحوذي الذي رآه وهو خارج من الفندق يلهب ظهر حصانه بالسوط ، فحضنه وبكى ، حيث يعتقد أن تختفي نهائيًا وتصبح أشه بظل لا قيمة له ولا وزن ، وأن هذا الجمال والقبح الذي يكتنف العالم لا يعني لنا شيئًا ، فالحياة تسير بشكل دائري ما إن تصل إلى النهاية حتى تعود من جديد مكررة أفعال البشر وطباعهم وحالاتهم النفسية .

يحاول كونديرا هنا أن يثبت العكس ، فالحياة تسير في خط مستقيم حتمًا سيفضي إلى نهاية تكون على رأس كل تلك الأفعال ، وأن البشر مهما تشابهت ظروفهم لن تتشابه بالطبع أفعالهم ، حيث لو قدر لكل ثانية من حياتنا أن تتكر طبقًا لما تقوله نظرية العود الأبدي ستصبح حياتنا معلقة على مشانق عقارب الساعة ، وستصبح أفعالنا ثقيلة وعبئًا لن نقدر أن نتحمله .

كما يقول كونديرا " إن أكثر الأحمال ثقلاً يسحقنا ، يلوينا تحت وطأته ويشدنا نحوالأرض ، ولكن لو ألقينا نظرة على شعر الحب خلال العصور كلها لرأينا أن المرأة ترغب في أن تتلق حمل جسد الذكر "

يحاول كونديرا هنا أن يثبت أن الكائن البشري المثقل بالواقع أكثر كان حياته إلى الأرض أقرب وصعب عليه أن ينال تلك الخفة التي يتحرر فيها الإنسان من عالمه ويحلق بعيدًا عن تلك الأرض ، كل شخصيات الرواية هنا تحاول أن تتخفف من ثقل الكائن القابع بداخلها ، منهم من يبحث عنه في الحب ، والآخر في الجنس ، وغيره في الرسم والفن ، أو حتى بأن يلقي بنفس بين أحضان الموت ، فقط لأنه يريد أن ينال خفة الكائن .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق