المملوك الشارد > مراجعات رواية المملوك الشارد > مراجعة Mostafa Farahat

المملوك الشارد - جرجي زيدان
تحميل الكتاب مجّانًا

المملوك الشارد

تأليف (تأليف) 3.1
تحميل الكتاب مجّانًا
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

يقولون دائماً أن متعة الكتاب لا تكمن فى الكلمات التى يرصها الكاتب بجوار بعضها لكن متعة الكتاب تكمن فى الأحداث التى يستطيع الكاتب أن ينسج خيوطها .. فى الكلمات التى يختارها الكاتب فتكون لوقعها أثر فى النفس .. فى التشبيهات التى يقتنيها بعناية فتشعر بأن الكلام موجه لك أنت ..

أبدع الكاتب فى هذه الرواية فى نسج الأحداث أفضل من إباداعه فى اختيار الكلمات والتشبيهات . الرواية سياسية فى ظاهرها لكن فى باطنها فهى رواية رومانسية من الدرجة الأولى .

لا يوجد إحساس أصعب من أن تفارق من تحب ، من ظننت أنه أنت وأنت هو ، من انصهرت روحك بروحه فتملكك إحساس إن لن تستطيع العيش بدونه وكما يقول ابن حزم " الحب أعزك الله أوله هزل وآخره جد ، دقت ماعنيه لجلالتها عن أن توصف ، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة ، وليس بمنكر فى الديانة ولا بمحظور فى الشريعة ، إذ القلوب بيد الله عز وجل " .

فما أنسب قول ابن حزم لأحداث الرواية ، فالرواية تتكلم عن مملوك شارد فى عهد محمد على ، ابتدت قصته من هناك من بلاد لبنان عندما وجد عندما وجد فتاة ضالة فوقع حبها فى قلبه بدون أى مقدمات قرر أن يتزوجها .

تمر الأيام ويأتى حكم محمد على ليتخلص من المماليك فى مذبحة القلعة بعد أن كادوا يطيحوا به من الحكم ، فأراد أن [ يتغدى بهم قبل أن يتعشوا به ] ويشاء القدر أن يصل هذا المملوك [ أمين بك ] إلى القلعة متأخراً ويرى المشهد أمامه فيهرب ويهيم على وجهه فى الصحراء .

ثم يبدأ الفراق بينه وبين من يحب فهو هام على وجهه فى الفيافى نجاة بنفسه وهى هربت بابنها وجنينها إلى حيث لا تعرف لها وجهة ، ثم يشاء الله أن تذوق مرارة الفراق فى ابنها الذى ركب قارباً ونزل البحر فلم يعثروا له على أثر ويكاد قلب الأم [ سلمى ] أن ينفطر حزناُ على ملك زوجها الضائع وعلى ابنها الضائع .

فتلجأ إلى ملك من ملوك لبنان وتطلب منه الأمان فيؤمنها هى وابنها وخادمها ، ثم يكبر ابنها ليصبح ابناً ثالثاُ للملك بجانب ولديه . ويسافر هذا الملك إلى مصر طلباُ لشفاعة محمد على لدى الباب العالى ويأخذ معه هذا الطفل لأنه كان يحبه ويقربه منه ويتودد إليه .

وهو فى مصر يسمع عن مذبحة المماليك فلا يعبأ بها وهو لا يدرى أ، أحد ضحايا تلك المذبحة هو ضياع ملك أبيه ،وهو فى مصر يركب جواد لم يستطع كبح جماحه فيجرى به فى الصحراء فيعترضه لصوص وقطاع طريق ثم تكون نجاته عل أحد الرجال الملثمين الذى لم يعرفوا خقيقته إلا الملك بشير .

وتمر الأيام ويكبر بشير ويذهب مع الملك بشير إلى حروب إبراهيم فى الشام ، ثم يقع مرة أخرى أسيراً فى يد الملك عبدالله والى عكا لكن استطاع إنقاذه شارب يقال له " سالم أغا " الذى فر معه ولحق بجيش إبراهيم باش ضد الملك عبدالله والى عكا .

ويشاء القدر و " غريب عائد " إلى بيته فى لبنان يقابل ذلكم الرجل الذى أنقذ حياته وهو صغير فيصمم على أن يأخذه معه كى يريه لأنه حتى تشكره على حسن صنيعه مع ولدها ، بمجرد أن التقيت أعين ذلك الرجل مع أمه حتى صرع كل منهما وسقط مغشياً عليه ، فاتضح أن ذلك الرجل هو " أمين بك " والد " غريب " . وفى هذه الليلة قضى الجميع ليلة دافئة اجتع فيها الشمل رغم ما ألم بالجو من زوابع وعواصف .

يقول ابن حزم " وكثيراً ما يكةن لصوق الحب بالقلب من نظرة واحدة ، وهو ينقسم قسمين : فالقسم الأول مخالف للذى قبله .. هو أن يعشق المرء صورة لا يعلم من هى ، ولا يدرى لها أسماً ، ولا مستقراً ، وقد عرض هذا لغير واحد .

ويناسب قول ابن حزم موقف غريب الذى وقع فيه فى شباك الحب ، لكن بقصة عجيبه فحبيبه هو الذى استطاع أن ينقذه من بين رجال كادوا ان يقتلوه ، ثم يهرب هذا الفارس ، ويدخل إل هذا القصر كى يضمد جراحه فيرى فيها محبوبته ، ولما التقت الأعين بالأعين وقع كل منهما فى شباك الآخر فأخذا لا ينظران ولا يتكلمان باللسان أما القلبان فكانا يتكلمان ويزيدان فى كلامهما مما أعجز اللسان عن النطق .

ثم يشاء القدر أن يتقدم لخطبتها الضابط الذى أنقذه من سجن عكا لخطبتها فيقع غريب فى حيرة من أمره ، ويوزان بين الأمرين فيفضل صاحبه الذى أنقذ حياته على نفسه ، لكن صاحبه يعلم بحقيقة الأمر فيتزوج حتى يقطع الطريق فى أن يتزوج من فتاة أحبها صاحبه وأحبته هى أيضاً .

ثم يذهب كل من غريب وصاحبه الضابط إلى أمه كى يعرفها عليه ، فيقص عليها حكايته ، بأنه كان من مصر ثم هربت به أمه إلى عكا ، وذات مرة نزلل بالفارب البحر فخطفه مجموعة من القراصنة ، فما كاد يقول ذلك حتى سقطت أمه [ سلمى ] مغشياً عليها ، ثم عرفوا أ،ه سليم ولدها ، فاجتمع شمل العائلة كلها من جديد .

فجورجى زيدان أبدع فى نسج خيوط الرواية ، وإن أسلوبه من الممكن ألا يقارن بأسلوب كتاب كبار لأن كلمانته بسيطة ، كما أن الرواية تكاد تكون خالية من التشبيهات والاسقاطات ، إلا أنه فى توفيقه للأحداث يشفع له كل زلل .

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق