نفوسكم في قبضة الكاهن .. واجسادكم بين مخالب الحاكم .. وقلوبكم في ظلمة اليأس والاحزان
فأي شيء في الحياة يمكنكم ان تشيرو له قائلين : هذا لنا !!؟؟
منذ البدء و ظلام الليل يخيم علي أرواحنا فأي متي يجئ الفجر؟
من الحبوس إلي الحبوس تنتقل أجسادنا و الأجيال تمر بنا ساخرة فإلي متي نحتمل سخرية الأجيال ؟
و من نير ثقيل إلي نيرأثقل تذهب أعناقنا و أمم الأرض تنظر من بعيد ضاحكة منا فإلام نصبر
علي ضحك الأمم ؟
ومن القيود إلي القيود تسير ركابنا فلا القيود تفني و لا نحن ننقرض
إلي متي نحيا ؟
من عبودية المصريين إلي سبي بابل إلي قساوة الفرس إلي خدمة الإغريقيين إلي استبداد
الروم إلي مظالم المغول إلي مطامع الإفرنج فإلي أين نحن سائرون الآن ؟
من مقابض فرعون إلي مخالب نبوخذنصر إلي أظافر الاسكندر إلي أسياف هيرودس
إلي براثن نيرون إلي أنياب الشيطان فإلي يد من نحن ذاهبون الآن ؟ و أي متي نبلغ قبضة
الموت فنرتاح من سكينة العدم ؟
لحفظ عروشهم وطمأنينة قلوبهم قد سلّحوا الدرزي لمقاتلة العربي و حـمّـسوا
الشيعي لمصارعة السني و نشّطوا الكردي لذبح البدوي و شجّعوا الأحمدي لمنازعة
المسيحي ، فحتي متي يصرع الأخ أخاه علي صدر الأم و إلي متي يتوعد الجار جاره بجانب
قبر الحبيبة وإلام يتباعد الصليب عن الهلال أمام عين الله؟
فأصغي أيتها الحرية وأسمعينا ، التفتي يا أم ساكني الأرض و انظرينا فنحن لسنا
أبناء ضرّتك ، تكلمي بلسان فرد واحد منا ، فمن شرارة واحدة يشتعل القش اليابس
أيقظي بحفيف أجنحتك روح رجل من رجالنا ،فمن سحابة واحدة ينبثق البرق و ينير
بلحظة خلايا الأودية و قمم الجبال ، بددي بعزمك هذه الغيوم و انزلي كالصاعقة
واهدمي كالمنجنيق قوائم العروش المرفوعة علي العظام والجماجم المغمورة بالدماء و الدموع