بعيداً عن التصنيف، هي وجبة أدبية خفيفة ممتعة. نصوص، نُبذ، حوارات، مذكرات، مقطوعات شعرية، ما يميز مثل هذه الكتب، ليست الفكرة، لكن حسن الاختيار والتجميع والدلالة العامة التي تشترك فيها النصوص المختارة. محمد الضبع وفق في ترجمته إلى حد كبير.
أحببت سليفيا بلاث من خلال مذكرتها الصغيرة تلك، رغم أني شعرتُ بانقباض عن نظرتها السوداوية للحياة. العبارة القاسية لكيرت فونيغت حين يقول: " اعتدت أن أكون طفل العائلة، أما الآن فلا أجد أحداً أتباهى أمامه" كانت مقدمة جاذبة لأن تدخل عالم هذا الرجل الذي يدعو للاستمتاع بالأشياء الصغيرة لأنها من الممكن أن تكون لاحقاً أكبر الأشياء. حديث هاروكي موراكامي عن بدايته كان ممتعاً وشيقاً أيضاً. مقطوعات صوفيا دي ميلو أندرسن الشعرية حلقت معها عند علوٍ مرتفع، رسالة غابو المفعمة بالحب للأدب، متجر الكتب الذي ظهر في أفلام: ليلة صاخبة في باريس، قبل الشروق، فن تعديل النصوص وخوض الكتاب فيها. الكتاب كان وجبة غنية بالفيتامينات التي تفيد نهم القارئ الشغوف بالادب والمحب للمعرفة.