فاوست : المأساة > مراجعات كتاب فاوست : المأساة > مراجعة سمر محمد

فاوست : المأساة - يوهان غوته, محمد عوض محمد إدريس, طه حسين
تحميل الكتاب

فاوست : المأساة

تأليف (تأليف) (ترجمة) (تقديم) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

(19/2016)

ظهر عبر التاريخ شخصيات لفها الغموض واثارت الكثير من الاسئلة حول حقيقتها وحقيقة افعالها حتى تحول بعضها لأساطير لا نعرف مدى صدق أحداثها، ربما بسبب عدم توفر مصادر واضحة للتاكد فقد تناقلت اخبارها بزيادات تثير السامعين فانتشرت عنها الكثير من الأخبار ونُسب لها الكثير من الأفعال

ومن بين تلك الشخصيات "فاوست" او "فاوستوس" الذي باع روحه للشيطان الذي حاولوا طويلًا معرفة اذا كان شخصية حقيقية ام مجرد اسطورة

وكانت النتيجة انه شخصية حقيقية، فقد وجد العديد من الوثائق و الرسائل التي تتحدث عنه، وكان أولها رساله كتبها "يوهان ترانيم" عام 1507 يهاجمه فيها ويهاجم اعماله واقواله ضد المسيح والكتاب المقدس ويسرد فيها بعض افعاله المشينة، وتوالت بعدها الاكتشافات التي اكدت انه شخصية حقيقة

تناول الكتّاب شخصية فاوست في الكثير من الاعمال اختلفت حسب رؤيتهم، كان "الكتاب الشعبي" وهو الكتاب الذي جمع القصص المشهورة عن فاوست واعماله والذي صدر في المانيا عام 1587 ومنه استمد الكتاب اعمالهم عن فاوست واسطورته، وان كان اهمها على الإطلاق وأجملها هي المسرحية التي بين ايدينا لـ يوهان جوته

فجوته تناول فاوست الاسطورة الالمانية بشكل مختلف عن غيره من جوانب عديدة

المسرحية بترجمة عبد الرحمن بدوي، بدأ بعرض لتاريخ فاوست واسطورته والاعمال الادبية التي اشتهرت عنه، ثم قدم تحليلًا ممتازًا أعتبره كتابًا بحد بذاته وقد فادني كثيرًأ لفهم ما استعصى عليّ فهمه في المسرحية ووضح الكثير من الامور الغامضة فيها، لنصل إلى النص الجميل والغريب في نفس الوقت وهو قسمين (فاوست الاول - فاوست التاني)

في فاوس الاول كانت البداية وميثاق الشيطان والذي جاء بعد يأس فاوست من وصوله إلى غايته ومحاولته الانتحار التي اعتبرها المدخل او الثغرة التي نفذ منها الشيطان إلى روحه، بالاضافة إلى استعداد فاوست الطبيعي لاي شئ مهما كان ليصل لهدفه

ان تكون انسان طموح لا يقنعك شئ، ذا أهداف كبيرة.. فتصل إلى طريق مسدود كافي ان يصيبك باليأس، فما بالك بشخصية كفاوست الذي درس العلوم المختلفة ونهل من نبعها حتى صار استاذًا فيها، وعلى الرغم من ذلك لم تشبع رغبته في المعرفة ولا طموحه في الوصول إلى ما يريد

نعم ان سمات شخصيته هي ما جعلته يائسًا، فمقارنة بشخصية كتلميذه فجنر اذا كان مكان فاوست فيما وصل اليه لظن انه امتلك العالم وحقق أقصى امانيه.. ولكن كما يقولون "صاحب الهموم مهموم"

فكان على استعداد حينها لفعل اي شئ مهما كان ليصل لغايته حتى وان انصرف للعلوم المحرمة والسحر، حتى وإن باع روحه للشيطان

ولهذا كان على استعداد لربط نفسه بـ بمفستوفيلس مهما كانت النتائج فقط ليحقق ما يريد في الدنيا متناسيًا وغير مهتم بأمر الأخرة

وكان الميثاق الذي فيه سيقوم مفستوفيلس فيه بخدمته لمدة 24 عامًا ويحقق له كل ما يريد ووقع عليه فاوست بالدم، فيبدأ الشيطان ألاعيبه ويسقطه في الذنب يليه الذنب ويريه ملذات الحياة واحدًا تلو الأخر وتتوالى الأحداث ..

على الرغم من ان فاوست تناولته العديد من الأعمال الادبية والمسرحية إلاى ان مسرحية جوته تعتبر الاقوى والافضل وذلك لان جوته سكب فيها من روحه وفكره وفلسفته الخاصة، كتبها باسلوب عذب يلفه الغموض لا يجعلك تقرأها على عجل وانما تقرأ لتفكر وربما تصيبك الحيرة أيضًا، واذا ما كررت قراءتها ستجد في كل مرة شيئًا جديدًا، كانت معبرة عن العصر الذي كتبت فيها، فنجد الاسقاطات السياسية حينًا ولمحات من الحياة الاجتماعية، وافكاره نحو المسيحية والحياة الدينية والكنيسة في تلك الفترة .. الخ

لم تكن عملًا مسرحيًا تقرأه او تشاهده لتنساه ولهذا استحقت هذه المسرحية ما وصلت له من مكانة هامة

فاوست هو كل منا مع شيطانه، صراع دائم بين الخير والشر، بين الطموح وتحقيقه بطرع مشروعه وغير مشروعه ، صراع الشيطان الدائم لايقاع الانسان في الخطيئة.. ان يوصل الانسان إلى قاع الجحيم ويلغي ما بداخله من اي ايمان .. واخراجه من رحمة الله

هذا العمل يحتاج لقراءة اكثر من مرة وتفكير وتحليل أكثر

ومهما كتب عنه سيظل هناك المزيد

27 / 10 / 2016

Facebook Twitter Link .
11 يوافقون
اضف تعليق